رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
معنى السهر والغرض منه مقدمـــــــــــــــــــة [ فاسهروا إذاً لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان ] (مت25: 13) يقول القديس كيرلس الكبير : [ حينما يأتي المسيح، إذن، في مجد أبيه كما هو مكتوب، فإن سفينة الرسل، أي الكنيسة وكل من فيها، أي كل من يرتفعون فوق متاع الدُنيا بإيمانهم ومحبتهم لله، هؤلاء سوف يبلغون " الأرض التي كانوا ذاهبين إليها " (يو6: 21)، أي سيبلغون ملكوت السماوات كمن يبلغ ميناء آمناً ... والمسيح نزل ليلاً من الجبل مفتقداً تلاميذه السهارى، وهم نظروه آتياً ... والمسيح سينزل أيضاً – كما في الليل – من السماء والعالم نائم يغُّط في خطيئته الكثيرة ... لذلك قال لنا أيضاً : " اسهروا إذاً، لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم " (مت24: 42) ] + معنى السهر : أن لفظة يسهر بالمعنى المعروف عند الناس هو : اليقظة وعدم النوم في الليل ، وقد تعني السُّهاد أي : أي ذهاب النوم عن المرء ليلاً = الأرق وكلمة سهر في اللغة العربية تعني : لم ينم الليل كله ، أو بعض ساعات فيه .. وقد يفيد المعنى أيضاً : مواصلة العمل أو اليقظة أو الانتباه لكل هجوم قد يُشن من العدو أو مباغته قد يُفاجأ بها الجندي في المعركة ، وهنا السهر يأتي بغرض الحماية والحراسة كدفاع عن النفس ، أو تأتي بغرض السهر في انتظار السارق لئلا يأتي ويسرق ... ومن هنا نشأ المعنى المجازي في الكتاب المقدس عن السهر ، وهو في هذه الحالة يعني اليقظة ، والكفاح ضد الخمول والإهمال الروحي للوصول إلى الهدف : [ طوبى للإنسان الذي يسمع لي ساهراً ( في حراسة مستمرة، متيقظ، منتبه، مترقب (watch) ) كل يوم عند مصارعي حافظاً قوائم أبوابي ] (أمثال8: 34) + عموماً السهر هو اليقظة الروحية ، وهي عكس الإهمال الروحي، فالسهر يعني الانتباه وعدم الكسل والتراخي ، ويأتي بمعنى النهوض من السقوط مع عدم الكسل والتراخي مع ترقب دائم ومستمر لئلا يسقط الإنسان مرة أخرى ... ويعني أيضاً القيام بحركة يقظة مستمرة نحو الحياة [ بانفتاح العين الداخلية ] : [ لا تحب النوم (استيقظ – كن نشطاً) لئلا تفتقر. افتح عينيك تشبع خبزاً ] (أمثال20: 13) ، والمعنى يحمل قوة القيامة ليبصر الإنسان نور الله ويشبع به : [ استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيُضيء لك المسيح ] (أفسس5: 14) عموماً لو فحصنا كل المعاني التي أتت فيها كلمة السهر، كما سوف نعرضها من خلال دراستنا المبسطة والسريعة فيما بعد عن السهر الروحي، نفهم الآتي : أن اليقظة والسهر لا يأتوا مطلقاً للإنسان إن لم يُقيم الله النفس أولاً ويعطيها حياة جديدة باسمه ، وفيها يأتي تحذير الله من الكسل والتراخي والحث الدائم على السهر لحفظ النفس في يقظة مستمرة ... فالله في بادئ الأمر يعطي صوته للقيامة أي دعوة للنهوض من عالم الموت أي بعد النفس وانعزالها عنه هو ينبوع الحياة ومعطيها ، فينادي بصوته لكل نفس قائلاً [ صرخ بصوت عظيم لعازر هلم خارجاً (يو 11 : 43)] ، وايضاً بعد هذا يفتح العين الداخلية [ فانفتحت أعينهما (مت 9 : 30) ] ... [ أنهضي أنهضي قومي يا أورشليم .. ] (إشعياء51: 17) [ استيقظي استيقظي ألبسي عزك يا صهيون ألبسي ثياب جمالك (فخرك) ] (إشعياء 52: 1) ومن هذا النداء الذي يأتي من الله في داخل النفس ، يقوم الإنسان من رقاد الموت بالتوبة وبقوة روح القيامة ويرى مجد الله في داخله فيسهر على حياته التي جُددت في المسيح يسوع ، وصار خليقة جديدة فيه لابساً ثياب عرس الملك ، فيحرس حياته التي نالها كفعل نعمة مقدم من رب النجاة ، فيسهر على حياته في حراسة الله : [ ها أنا آتي كلّص في الليل طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يمشي عرياناً فيروا عُريته ] ( رؤ16: 15) وهنا واضح الغرض من السهر وهو اليقظة والترقب بانتباه شديد لأجل حفظ الثياب = [ يسهر ويحفظ ثيابه ] ، لئلا يتعرى الإنسان من ثوب النعمة كما تعرى آدم من نعمة الله وافتضح أمره ووجد نفسه عرياناً ، لأن الخطية تعري الإنسان وتفضحه وتصنع له ثوباً من خزي وعار لا يُحتمل ... + عموماً نجد أن المعنى الهام في السهر = guard أي الحراسة ، بمعنى أن يكون الإنسان متيقظ منتبه لأي هجوم قد يُشن عليه أو مُباغتة يُفاجأ بها ، مع اليقين بأنه : إن لم يحرس الرب المدينة فباطلاً يسهر الحراس . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اسهروا: لقد تعلمنا منذ الطفوله اهمكيه السهر |
السهر الروحي |
حاجتنا إلى السهر الروحى |
السهر على الهدف الروحي |
أهمية السهر الروحي |