منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 08 - 2012, 07:45 PM
 
بنت معلم الاجيال Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بنت معلم الاجيال غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 45
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 36
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 58,440




نؤمن بالله ، وهذا يعني أننا نؤمن أنه قادر على كل شيء ، وأنه حكيم، وأنه عادل، وأنه رحيم ، وأنه محب. والإيمان بالله يستلزم أن نثق بكل صفة من هذه الصفات ونعمل بها في حياتنا. والإيمان ليس ضرورة تعسفية لإرضاء سلطان الله، ولكنه هوَّ سرّ سعادة كل من يؤمن بمسرة وعن رضا.

وإن كان الله حتمّ الإيمان على البشر ، فذلك بدافع أهم صفة من صفاتهوهيَّ المحبة ، لأنه إذ يحب الإنسان كخليقة ممتازة عنده ، لذلك يدعو البشرية في إصرار المحبة أن تؤمن به حتى تسعد بوجوده وحضوره ، وتكمل القصد المبارك الذي خلقها من أجله . فالله خلق الإنسان ليسعد بصفات الله التي كلها خير وصلاح .



وواضح الآن كل الوضوح أنه لما انحصر الإيمان وضعف في قلوب الشعوب ، بدأت تكثر أحزان الإنسان ، وبدأ شبح الحرمان والمجاعات والحروب والدمار يزحف على المسكونة كلها . وسوف يتأكد العالم كله ، في لحظة ما ، أنه من المستحيل أن يسعد الإنسان بدون الله .

إن المسألة مطروحة منذ البدء، والله يعطي الجواب:
فإذ يُحذر الله الإنسان من الأكل من ثمرة شجرة المعرفة ، ويدعوه إلى أن يضع ثقته فيه وحده ، في كل ما يتعلَّق بالتمييز بين الخير والشرّ:"وأما شجرة معرفة الخير والشرّ فلا تأكل منها.." (تك2: 17)

فالإيمان بالكلمة الإلهية معناه أن نختار بين حكمتين ، فنضع الثقة في حكمة الله ، ونبتعد عن الاعتماد على حكمتنا الشخصية الذاتية :" توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد" (أم3: 5)



ومعنى الإيمان أيضاً الثقة بقدرة الخالق ضابط الكل ، وبعنايته ، لأن كل ما في السماء وعلى الأرض هوَّ من صنع يديه : " في البدء خلق الله السماوات والأرض " (تك1: 1)، " إن إلهنا في السماء كلما شاء صنع...أنتم مباركون للرب الصانع السماوات والأرض" (مز115: 3و15)

ونقول في قانون الإيمان (( نؤمن بإلهٍ واحد...خالق السماوات والأرض، ما يُرى وما لا يُرى ))

ومن ثْمَّ فليس للإنسان أن يخشى شيئاً من المخلوقات ، فنحن يجب أن نؤمن ، بادئ ذي بدء ، بقدرة الله على كل شيء ، لأن الله هوَّ هكذا بالفعل ، وحتى لا ترعبنا قوى الطبيعة كأنها ذات السلطان الأعظم علينا من جهة حياتنا وأمننا وسلامنا.



فالإنسان الذي يؤمن بتفوق الله على قوى الطبيعة يرتاح جداً ، وخصوصاً إذا واجه شدتها عياناً أو اطلع على جبروتها الذي تعلّنه في أماكن عديدة من العالم ، فالزلازل المخربة والبراكين والعواصف العاتية والفيضانات المخيفة والأوبئة الفتاكة لا يُمكن أن تُنزل الرعب في قلب إنسان يؤمن بتفوق الله على قوى الطبيعة ، لهذا فهوَّ في أوج ثورتها لا يرتاع ، عالماً بأن الله ضابط لجميع قواها في مسار لا تتعداه ، وأنه يضبطها بحكمة ليقودها حسب مشيئته المعينة والقصد المبارك الذي خلقها من أجله . ومهما ظهرت آثارها المخربة ، فالغاية التي تستقرّ عليها بعد ثورتها تحمل حتماً توجيهاً جديداً للساكنين على الأرض للارتقاء إلى حالة أفضل .



وحينما نؤمن بقدرة الله الكلية وحكمته التي تُسَّير أمور العالم كله ، نطمئن أنه لو أصاب العالم ضرر ما وأصابنا جزء منه ، فالخير الذي سيتمخض عن هذا الضرر كفيل بأن يوازن الخسارة بل ويزيد بالقدر الذي يكون فيه ارتقاء وإسعاد ملايين عبر الدهور عوض خسارة ألوف في زمن محدود.

" و الآن يا أخوتي بما إنكم انتم شيوخ في شعب الله و بكم نفوسهم منوطة فانهضوا قلوبهم بكلامكم حتى يذكروا إن آباءنا إنما ورد عليهم البلاء ليمتحنوا هل يعبدون إلههم بالحق . فينبغي لهم أن يذكروا كيف امتحن أبونا إبراهيم و بعد أن جرب بشدائد كثيرة صار خليلا لله . و هكذا اسحق و هكذا يعقوب و هكذا موسى و جميع الذين رضي الله منهم جازوا في شدائد كثيرة و بقوا على أمانتهم . فأما الذين لم يقبلوا البلايا بخشية الرب بل ابدوا جزعهم و عاد تذمرهم على الرب. فاستأصلهم المستأصل و هلكوا بالحيات. و أما نحن الآن فلا نجزع لما نقاسيه . بل لنحسب إن هذه العقوبات هي دون خطايانا و نعتقد أن ضربات الرب التي نؤدب بها كالعبيد إنما هي للإصلاح لا للإهلاك." ( يهوديت8 : 21-27 )
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الثقة بالله أزكى أمل
الثقة بالله
إيماننا الحي - إعادة فحص، المعنى الأول، الثقة والإيمـــان بالله الجزء السادس
الثقة بالله
الثقة بالله


الساعة الآن 11:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024