رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
هناك ما هو أهم من شفاء الجسد, ألا وهو شفاء النفس. والمشاعر هى إحدى مكونات النفس (النفس تتكون من الفكر والإرادة والمشاعر) وهكذا يقول الحكيم سليمان: (روح الإنسان تحتمل مرضه. أما الروح المكسورة فمن يحملها ". (أم18: 14 ) وكذلك (القلب الفرحان يُطّيب الجسم والروح المنسحقة تجفف العظم " (أم17: 22) وهكذا أصبح شفاء النفس أهم من شفاء الجسد. وقليل مَنْ يهتم بشفاء النفس, بينما الكل منشغل بشفاء الجسد. وها نحن نتحدث معاً أيها القارئ العزيز عن شفاء المشاعر الجريحة, على اعتبار أن المشاعر والعواطف هى أهم مكونات النفس, لأن المشاعر هى التى تحرك الفكر وهى التى تحفز الإرادة أو تضعفهاونتحدث معاً فى هذا المقال عن سبعة أنواع من المشاعر الجريحة, ثم نتحدث معاً عن طرق العلاج والشفاء +القهر والظلم والاستهزاء والتبجح وكلها أسباب تجرح المشاعر. سواء كان هذا القهر والظلم والاستهزاء والتبجح يأتينا من الأسرة أو من المدرسة أو من المجتمع الذى نعيش فيه, فهى أمور تترك جروحاً عميقة فى داخل النفس !!. قد تأتى هذه الأمور من زوج إلى زوجته أو من أب لأولاده أو من زوجة أب لأبناء زوجها أو من رئيس نحو مرؤسيه +الذكريات الأليمة والعقد النفسية هى بمثابة قاذورات القلب فى الأعماق. فهى تخرج رائحة عفونة, وتطفح حشرات, وتقود إلى أمراض طالما لم نخرجها خارج أنفسنا. وما الخوف الذى يصيب الصغار, بل وأحياناً الكبار إلا ردود فعل من حوادث واجهها أصحابها. ويدخل فى إطار العقد النفسية الحرمان والنقص الاجتماعى بسبب الفقر والحرمان من التعليم أو عدم الالتحاق بالدراسة التى كان يرغبها الشاب الاكتئاب +وتتلخص مظاهر الاكتئاب فى: الاضطراب والحيرة, الخوف والرعدة, الخجل والخزى والإحساس بالمذلة, مع الإحساس بالفشل والترك والوحدة, وبلادة الحس وفقدان الشهية والشعور بالهزال وعدم الرغبة فى العمل بل الاستسلام للنوم والكسل والميل إلى العزلة والانزواء مع البكاء بدون داعى وإن كان للاكتئاب أسباب مثل التردد فى اتخاذ القرار, والغضب الذى لم يُصرف, والفشل بعد النجاح, والحزن المفرط الذى بلا رجاء. إلا أن هناك علاجاً لهذا الاكتئاب (علاوة على العقاقير التى تُعطى) مثل اندماج الشخص فى المجتمع الكنسى, وعدم الانزواء بل الاشتراك فى الرحلات الاجتماعية والدينية, ومشاركة الآخرين وإسعادهم +أصحاب الاحتياجات الخاصة لهم مشاعر ولعائلاتهم مشاعر أيضا تحتاج إلى علاج وملاحظة ويدخل فى دائرة هذه الجماعة أصحاب الأمراض المستعصية بما فيها مرض السرطان والفشل الكلوى والفشل الكبدى، مع الحديث عن الملكوت والأبدية كضرورة وهدف وغاية لحياتنا وغربتنا فى هذا العالم. أما الحديث عن الصليب والألم فهو ضرورة من ضرورات الشفاء لمثل هذه الجروح +أصحاب الأوهام الكاذبة وهؤلاء الناس لديهم مشاعر خاطئة لاعتقادهم فى غيبيات لا أساس لها قط، مثل الاعتقاد فى السحر والشعوذة والالتجاء للسحرة لحل مشاكلهم. وكذلك مَنْ يؤمنون بالحسد والتفاؤل والتشاؤم كتفسير لما يصيب حياتهم من شدائد أو كوارث أو حتى موت الأحباء والأقارب +هَوَس الكمال وهؤلاء الناس مصابون بنوع من الهَوَس, فهم دائماً يشكون ودائماً يتذمرون, ودائماً لا يعيشون فى الواقع. بل يعيشون فى مثالية غير موجودة, وهم لا يبدأون بإصلاح أنفسهم بل هم يطلبون الكمال من الآخرين فى الوقت الذى لا يفكرون قط فى إصلاح أنفسهم والآن بعد أن تعرفنا على بعض من أهم المشاعر الجريحة التى تسبب تعباً لأصحابها فإننا نضع بعض الحلول للعلاج والشفاء ( هناك حالات تستدعى الذهاب إلى طبيب متخصص. وهنا يكون استخدام الأدوية مهماً جداً (مثل بعض حالات الاكتئاب يجب أن يكون الإنسان أميناً فى كشف جروحه ومتاعبه حتى يمكن علاجها +الغفران والتسامح للآخرين الذين تسببوا فى جرح مشاعرنا مهم جداً للشفاء. لذلك يجب أن نصلى من أجل الذين جرحونا وأتعبونا كشف متاعبنا وجروحنا النفسية لآباء الاعتراف مهم جداً حتى ننال الحل والغفران لو كان فينا مشاعر كراهية وحقد ورغبة فى الانتقام من أولئك الذين أتعبونا +صليب المسيح وآلام الرب هى شفاء لجروحنا. لذلك يجب أن نتأمل فى صليب الرب يسوع المسيح ونأخذ من آلامه شفاءً لجروحنا (وبحبره (جراحاته) شفينا " (إش53: 5) +الحب غير المشروط للآخرين. أى نقدم حباً دون أن نبحث عن مَنْ يستحق أو لا يستحق. مثل حب الرب يسوع لنا فهو حب غير مشروط. وهذا الحب غير المشروط يقودنا إلى قبول الآخر كما هو واحتمال ضعفات الآخرين خصوصاً أولئك الذين نعيش معهم تحت سقف واحد وفى النهاية نقول إن سفر المزامير ملئ بالمشاعر، ولذلك فى المزامير ننال شفاءً من مشاعرنا الجريحة ولكاتب هذا المقال كتابين نوصى بقراءتهما: المشاعر فى سفر المزامير، وكذلك شفاءً للمرضى ونحن نصلى فى أوشية المرضى ونقول: أنت هو الطبيب الحقيقى الذى لأنفسنا وأجسادنا يا ليتنا نصلى من أجل شفاء مشاعرنا الجريحة مثلما نصلى من أجل أمراضنا الجسدية صلوا لاجل ضعفــــــــــــــــي |
|