رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قَبْلَ أَنْ تَشْعُرَ قُدُورُكُمْ بِالشَوْكِ، نِيئًا أَوْ مَحْرُوقًا يَجْرُفُهُمْ [ع9]. مرة أخرى يشبههم بالشوك الذي يعجز عن الوقوف أمام نار غضب الله. تهب الريح على الشوك الملتهب نارًا، فيصير رمادًا يتطاير، ويتبدد هنا وهناك. كثيرًا ما يُستخدم تشبيه الشوك الذي يحترق تحت القدر (مز 118: 15؛ جا 7: 6). يشبه الأشرار قدرًا فيه يوضع الطعام لطبخه على نار متقدة بأشواك تُجمع من البرية. لكن تهب عاصفة، فتجرف القدر ومعها الشوك الذي تحته، سواء كان قد احترق وصار رمادًا، أو لم يحترق بعد. هكذا ينشغل الأشرار بالمؤامرات ضد أولاد الله، وكأنهم يوقدون نارًا في شوك، وإذا بعاصفة تهب فتبدد خططهم. يقول العلامة أوريجينوس: [قلب الإنسان هو تنور. لكن إن كان هذا القلب تلهبه الرذائل أو يشعله الشيطان، فإنه لا يُطهى (أو يُخبز) بل يُحرق. ولكن إن كان يشعله ذاك الذي قال: "جئت لأرسل نارًا على الأرض" (لو 12: 49)، فإن خبز الأسفار الإلهية وكلمات الله التي أتقبلها في قلبي، لا أحرقها لدمارها، بل أخبزها لتقديمها ذبيحة .] * لا يقفون ضدك، إنهم لن يستمروا، فإنهم يهلكون بنوع من نار شهواتهم... الشهوة الشريرة تشبه نارًا واحتراقًا. عندما يتحدث الكتاب المقدس عن الزنا يقول: "أيأخذ إنسان نارًا في حضنه ولا تحترق ثيابه؟!" (أم 6: 27)...؟ اسمعوا ما يقوله الرسول: "لذلك أسلمهم الله أيضًا في شهوات قلوبهم (أي نار الشهوة)" (رو 1: 24)... * تحل عليهم النار، نار الكبرياء، نار الشهوة، نار السخط. يا لخطورة هذه النار! ذاك الذي تسقط عليه لا يرى الشمس. لذلك قيل: "لا تغرب الشمس على غيظكم". لهذا، أيها الإخوة نار الشر ترعبكم، إن كنتم تذوبون كالشمع، وتهلكون أمام وجه الرب. حيث تسقط تلك النار عليكم، ولا ترون الشمس. القديس أغسطينوس |
|