رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يجدر بنا أن نذكر أن المراهق ينبغي أن ينمي شخصيته مطابقًا إياها أكثر فأكثر مع مقتضيات الحياة الاجتماعية، انه عليه أن ينتقل شيئاً فشيئاً من الأنانية الفتية إلى الغيرية، او من الوضع الآخذ إلى الوضع الباذل كما يقول المحللون النفسيون. ينبغي أن يقوم توازن في الكائن الإنساني بين "غريزة التسلط" و"حاجة الشركة الإنسانية" كما يقول الدكتور أدلر. في سبيل تحقيق هذا الهدف المزدوج، أعني تفتح الشخصية واجتناب الفردية، معثرة المراهقة الخطيرة، يجدر بنا أن ننمي حياة الفرقة التي يحبها المراهق عفويًا. فالفترة الممتدة بين السن الحادية عشرة والسن السابعة عشرة قد سميت بحق "سن الزمرة"(L’âge de la bande). كل عضو يعمل في الفرقة ويشترك في الخلق، إلا أن هذا يتم حسب قواعد مشتركة وفي سبيل هدف مشترك. لندع فرق المراهقين تتشكل عفويًا حسب المقاربات الطبيعية. لنعطها استقلالاً خاصًا واسعًا في تنظيمها الداخلي وفي طرق نشاطها. لنعهد إلى كل مراهق بجزء من المسؤولية الرسولية، ولنسمح له بالمبادهة في مجال الفتح والشهادة المسيحيين. ولكن لنسهر على أن يكون نشاطه هذا، الذي يعينه على تعزيز شخصيته أحسن فأحسن، ناتجًا عن المثل الأعلى المسيحي للخدمة: "ما جئت لأُخدَم بل لأخدم". ويكون لهذا النشاط الخلاق الذي يمارس اثار منها انه يحرر المراهق من الشعور بالنقص الذي يجد في المراهقة أرضًا ملائمة والذي هو منبع للإنطواء على الذات والخجل والتعدي وعدم الألفة. |
|