منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 11 - 2022, 11:37 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

قداسة البابا شنوده الثالث | المحبة الضارة


قداسة البابا شنوده الثالث
المحبة الضارة


تكلمنا في العدد الماضي عن المحبة وسموها وأهميتها بين جميع الفضائل.
وعلى الرغم من ذلك هناك ما يمكن أن يسمى بالمحبة الضارة؟
وهناك أسباب للمحبة الضارة ومظاهر لها؟
ولعل من أسباب المحبة الضارة، أن تكون بغير حكمة، أو بفهم خاطئ، أو أن تكون بعيدة عن الروحيات أو تتعارض مع المحبة لله، أو تتصف بالأنانية وبالرغبة في الاستحواذ، أو بأن تتحول من محبة إلى شهوة، أو تكون صادقة في الهدف ومخطئة في التعبير..
وسنحاول أن نتكلم عن كل هذه الأنواع ونشرحها..
أما المحبة الضارة بالاستحواذ، فهي التي تحبس من تحبه في حيزها الخاص.
وقد يحدث هذا الأمر في محيط الحياة الزوجية، أو في محيط الحياة العائلية بصفة عامة، أو في محيط الأصدقاء. وهنا تتصف المحبة بالأنانية..
مثال ذلك الزوج الذي تدعوه أنانيته في محبته إلى التضييق على زوجته في خروجها ودخولها، بل وأيضًا في الكلام والابتسام، وفي الزيارات واللقاءات وسائل العلاقات..
كمن يحبس عصفورًا في قفص ويمنعه من الطيران، ليكون له وحده!
يتأمله وحده، ويغنى العصفور له وحده. ولا تهمه حرية العصفور في شيء!
ومثل هذه المحبة الضارة التي تحدث بين الزوج لزوجته بشكل الاستحواذ، قد تدفعه إلى العصبية والعنف، فيجمع بين نقيضين: الحب والقسوة!
ومحبة الاستحواذ قد توجد أيضًا عند المرأة كما عند الرجل، وتصيبها بالشك والخوف والقلق..
وكما تضر نفسها بهذه المشاعر والأفكار، فإنها تضر زوجها كذلك بمحبتها!
فتضيق عليه الخناق، وتكثر من أسئلتها له وتحقيقاتها حول مواعيده ومقابلاته وعلاقاته، بطريقة تصيبه بالضجر والضيق النفسي وكل ذلك باسم الحب، الذي ارتبط بالغيرة المرة، فأصبح ضارًا!
وكما يضغط الرجل على زوجته في محبته الضارة، قد تضغط هي عليه بالدموع والمرض والحزن المتواتر!
ومحبة الاستحواذ قد توجد أيضًا في محيط الأصدقاء:
فيضيع الشخص وقت من يحبه. وبسبب هذا اللون من المحبة، قد يشغل وقته، ويعطله بكثرة الأوقات والأحاديث، وكثيرًا ما يؤثر بذلك على عمله، أو على دراسته إن كان تلميذًا.. فيضره بمحبته! أو باسم المحبة، يريده أن يتحيز له: فيصادق من يصادقه، ويعادى من يعاديه، وبهذا يضره من جهة علاقاته، ومن جهة روحياته أيضًا!
وقد تأتى المحبة الضارة عن طريق التدليل
وكثيرًا ما يحدث ذلك في محيط الأسرة، وله أضراره العديدة:
ومنه الشفقة الزائدة، والإنفاق الزائد عن الحاجة، وتقديم أنواع من المتع قد تضر. وعدم فرض عقوبة مهما كان الذنب، أو تكون العقوبة نوعا من التوبيخ البسيط جدا الذي لا يردع أحدًا، فيستمر الخطأ. وقد يصل تدليل الأم لابنها، إنها لا تجرؤ على توبيخه، حتى لا تجرح شعوره. وقد تغطى على أخطائه أمام أبيه!!
وهكذا قد يفسد الابن، نتيجة لهذه المحبة الضارة! كما انه غالبًا ما يفشل في حياته العملية وفي حياته الزوجية، لأنه تعود هذا التدليل وأصبح يطلبه في كل مجال يعيش فيه..
ومن مظاهر التدليل أيضًا الحرية الضارة مثل موظف مدلل من رؤسائه!
إذ يمنح المدلل -باسم المحبة- حرية بغير حدود، وبغير قيادة ولا ضابط يمكن أن توقعه في أخطاء يصعب علاجها، أو قد يسيء استغلال الحرية.
أو قد يعطى مسئوليات أو سلطات فوق مستواه.أو يأخذ منحًا وامتيازات أزيد مما يستحق.. وبالتدليل، يصدق رؤساؤه كل ما يرفعه إليهم من تقارير، ربما ضد زملائه. ويوافقونه على كل رأى أو اقتراح وبهذا يفسد العمل، ويفسد الموظف، ويصاب الزملاء بأضرار!
وقد تتركز المحبة الضارة في الجسد، وتتحول إلى شهوة
وإذا حدثت هذه الشهوة بين فتى وفتاة، فإنها تضر كليهما: تضر سمعته وعفته ومستقبله وعلاقته بالله. ومهما سميت محبة، فهي شهوه، أو بالتجاوز هي محبة ضارة!
حتى شهوة الجسد -من جهة الطعام- هي شهوة ضارة. وعنها ينصح الحكماء بضبط النفس.
وعمومًا: الشفقة على الجسد التي تضر الروح، تدخل في المحبة الضارة:
كمن يشفق على جسده من التعب ، فيركن إلى الراحة والنوم والخمول. ولا يجهد نفسه في القيام بمسئولياته أو في متابعة دراساته، أو في مواصلة طموحه.. هذا يضيع مستقبله. وتكون محبته لراحة جسده محبة ضارة. وبالمثل الذي يشفق على جسده بطريقة خاطئة، فلا يصوم. أو ينكب على الطعام بهدف الاهتمام بصحته.. هذا يضر صحته، ويضر روحه أيضًا.
ومن المحبة الضارة أيضًا المديح الزائد الذي يضر.
فمثل هذا المديح قد يدفع من يسمعه إلى الكبرياء أو إلى الغرور وقد يظن انه ليس محتاجا إلى مراجعة نفسه، وأنه من النوع الذي لا يخطئ! وقد يحدث هذا أحيانًا في محيط الأصدقاء أو في تملق الملوك ورؤساء العمل، فيضرهم.
ويماثل هذا المديح الضار، الدفاع عن الأخطاء:
إنسان تدافع عن أخطائه -بدافع من المحبة الضارة- إنما تجعله يستمر في أخطائه أو يتشبث بها. وما اشد ما يصيبه نتيجة لذالك.
إن الصداقة الحقيقية ينبغي أن تكون صادقة. والصراحة الهادئة المؤدبة تكون أكثر حبًا وأكثر نفعًا.
ومن أنواع المحبة الخاطئة الضارة: تسهيل الشر لمن تحب!
كأن تسهل له إجراء غير شرعي، أو كسر قانون أو نظام عام من ذلك مثلا تسهيل زواج غير شرعي، أو تطليق فيه ظلم للطرف الآخر. ومن أمثلته تلميذ يغشش زميله في الامتحان بدافع من المحبة والشفقة، أو طبيب يكتب لموظف شهادة مرضية وهمية.. أو صديق يشهد شهادة زور تأييدا لصديقه. أو محاسب يساعد ممولا على اختلاس حقوق الدولة في الضرائب.. أو ما شابه ذلك من الأمثلة.
كل هذه الأنواع تدخل في نطاق المحبة الضارة، لأنها تفسد النفوس أو الضمائر، مهما بدت في ظاهرها نافعة!
ومن المحبة الضارة: إسراع الوالدين على تزويج ابنتهما بمن لا تحبه، حرصا على استقرارها في بيت قبل أن تكبر سنه
وبخاصة لو كان هذا الشخص ذا مال، وله مركز مرموق. ويرون هذه فرصة يجب ألا تضيع، مهما كانت الابنة رافضة. ولكنهم يدفعونها دفعا ضد إرادتها. ربما هدفهم هو محبتها، ولكن الوسيلة خاطئة. وقد تشقى الابنة في زواجها!
هناك أنواع أخرى للمحبة الضارة، نذكر من بينها:
إنسان ربما يحب شخصا، فيضيع سمعته.
أما بالالتصاق به في كل مكان، مما يسبب له حرجًا، ويتقول الناس عن هذه العلاقة. أو يشيع أن له تأثير عليه، أو انه بمحبته له يجعله يوافق على أي شيء!
كذالك هناك محبة أخرى للمرضى تضرهم:
إما ببقاء مدة طويلة إلى جوارهم في التحدث إليهم، وهم صحيًا في حاجة إلى الراحة أو بخداعهم في نوع مرضهم، فلا يهتمون بأبديتهم وما يلزمهم من توبة. أو بتقديم متع لهم أثناء مرضهم قد تضرهم.

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
قداسة البابا شنوده الثالث | المحبة الخاطئة للنفس
المعرفة الضارة (البابا شنوده الثالث)
سيامة قداسة البابا تواضروس الثاني أسقفًا عام بيد مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث
23ـ المحبة الضارة 27 06 1990 محاضرات يوم الأربعاء البابا شنودة الثالث
المحبة الضارة بقلم: البابا شنودة الثالث 14\3\2010


الساعة الآن 10:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024