منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20 - 11 - 2022, 10:38 AM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,249

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم

مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم


قداسة البابا شنوده الثالث



معرفة الله

يشمل هذا الموضوع الحديث عن نقطتين: إحداهما هي معرفتنا نحن بالله، والثانية هي المعرفة التي لله كإحدى صفاته تعالت صفاته..
أما عن معرفتنا بالله، فهي معرفة محدودة، تكفى للإيمان به وتمجيده، وتدعونا إلى طاعته وحفظ وصاياه، والاتكال عليه، والصلاة له...
إن الله -تبارك اسمه- هو غير محدود في كل شيء. بينما الإنسان كائن محدود. إنه محدود في عقله وفي معرفته، مهما كان عالمًا... وطبيعي أن المحدود لا يمكنه أن يدرك غير المحدود. إنما يكفيه أن يتمتع بالقدر الذي تمنحه النعمة إياه من المعرفة بالله، ويَشْكُرْ على ذلك...
من أجل هذا قلنا إن معرفتنا بالله معرفة محدودة.
قيل إن أعلم الناس في المعرفة، هو الذي -من جهة العمومية- يعرف شيئًا عن كل شيء. ومن جهة التخصص: يعرف كل شيء عن شيء. وحتى هذا التعبير مخطئ عمليًا. لأنه لم يوجد حتى الآن شخص واحد يعرف شيئًا عن كل شيء، ولا شخص واحد يعرف كل شيء عن شيء... إنما معرفتنا البشرية قاصرة على معرفة بعض الأشياء عن بعض الأشياء. ونحن نسعى إلى استكمالها في كافة المجالات، إن استطعنا...

أما الله -تعالت قدرته- فهو يعرف كل شيء عن كل شيء
أي أنها معرفة شاملة كاملة. ولاشك أن معرفة الله بكل شيء، هي واحدة من صفاته الذاتية التي ينفرد بها عن سائر مخلوقاته.
وليسمح لي القارئ العزيز أن أتأمل قليلًا في معرفة الله، وفيما يميز هذه المعرفة من صفات...
من صفات معرفة الله، أنه يعرف الأمور قبل كونها، أي انه يعرف المستقبل، ويعرف الغيب...
والمستقبل ليس فقط في معرفة الله، إنما هو أيضًا تحت سلطانه. وهو أيضًا تحت ضبطه، وهو يقدر على تغييره إذا شاء.
ومعرفة الله بالمستقبل هي معرفة يقينية ثابتة، وليس عن طريق الاستنتاج كما يقول بعض البشر في معرفتهم. فقد يقول أحد المدرسين عن بعض تلاميذه قبل الامتحان هذا الطالب سيرسب، وذاك سينجح بتفوق. ويتم ذلك فعلًا، ولكن عن طريق الاستنتاج، وبناء على معرفة سابقة بحالة كل طالب..
وقد يتحدث علماء الأرصاد عن حالة الجو في الأيام المقبلة من جهة الحرارة أو المطر. ولكنها معرفة استنتاجيه بناء على رصدهم لحركة الرياح وللسحب المحملة بالمياه. ومع ذلك قد تصدق توقعاتهم أو لا تصدق...
أما معرفة الله بالمستقبل، فلا تدخل تحت دائرة الاستنتاج. كما أنه قد يوحى بها إلى بعض رسله، فيتنبئون الناس بها، وتسمى نبوءة. وهى مجرد نقل معرفة الله بالمستقبل، ولو بعد عصور بعيدة في أزمنة ستأتي...
ومن صفات معرفة الله، أنه يعرف الأمور بدون واسطة، وأيضًا بدون تدرج. بعكس معرفة البشر...
ما أكثر المقاييس والأوزان والأجهزة عند الناس. وفي عالم الطب مثلًا، لا يتأكدون من حقيقة المرض وتشخيصه إلا بناء على وسائط عدة، كالتحاليل، أو كشف الأشعة، أو الـM.R.I، أو القسطرة، أو ميزان الحرارة، أو جهاز معرفة ضغط الدم، وما إلى ذلك من الوسائط...
أما الله فيعرف طبيعة المريض وعلاجه دون أية وسائط... كذلك كثيرًا ما يجهد البشر أنفسهم في اكتشاف مناطق البترول أو الذهب أو الأحجار الكريمة بعديد من الحفريات، قد لا يأتي الكثير منها بنتيجة. أما الله فيعرف كل تلك المناطق التي يجهد البشر أنفسهم في معرفتها، ذلك لأنه هو الذي شاء أن يوجد الذهب أو البترول في تلك المناطق، بإرادته الإلهية وحسن تدبيره.
من صفات الله أيضًا أنه يعرف طبائع الكائنات أو المخلوقات كلها، ذلك لأنه هو الذي منحها تلك الطبائع حينما خلقها..
فقد يستنتج البشر أن المادة الفُلانية أو العشب الفلاني يصلح لعلاج مرض معين. أما الله فيعرف ذلك، لأنه هو الذي وضع في تلك المادة تلك الخاصية منذ خلقها، قبل استنتاج البشر لذلك...
إنه جّلت قدرته، يعرف طبيعة المادة بصفة عامة، ويعرف طبيعة جميع المواد كلٍ منها على حدة. ويعرف طبيعة الروح والعقل والنفس، لأنه هو الذي وهبها طبائعها، بحكمة إلهية من عنده.
وقد يحاول البعض أن يعرف طبيعة الروح مثلًا، وعلاقتها بالجسد، ومصيرها بعد الخروج من الجسد. ويؤلف علماء الروح في ذلك كتبًا، وقد يختلف معهم رجال الدين في كثير من النقاط. وتبقى المعلومات اليقينية الثابتة في جميع التفاصيل في علم الله، إلا ما سبق وأعلنه الله...
الله أيضًا يعرف الماضي والحاضر والمستقبل، كله دفعة واحدة...
كل ذلك كائن أمامه في نفس الوقت، صورة واضحة، لا يسبق أحدها الآخر. بما في ذلك ما كان قبل خلق الكون، وما سوف يكون أيضًا في الأبدية التي لا تنتهي ومصير كل واحد فيها...
الله أيضًا -في معرفته غير المحدودة- يعرف العوالم الأخرى...
يعرف كل ما يتعلق بالكواكب والنجوم والشموس والمجرات والشهب، بتفاصيل كثيرة فوق معرفة جميع البشر وعلماء الفضاء منهم...
يعرف أعماق السماء، وأعماق الأرض كل الأرض، وأعماق البحار كل البحار، ويعرف طبيعة الجو والهواء مهما كان الارتفاع عن سطح الأرض. وكل ذلك دفعة واحدة. ولا يخفى عليه شيء...
والله يعرف أيضًا عالم السماء والملائكة وطبيعة كل منهم...
ويعوزني الوقت إن تابعت الكلام عن معرفة الله، كما تعوزني المعرفة أيضًا.

 
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مقالات متفرقة - نشرت في جريدة أخبار اليوم يوم السبت الموافق 13-01-2007 أمثال شائعة
مقالات متفرقة - نشرت في جريدة أخبار اليوم يوم السبت الموافق 20-01-2007 أمثال شائعة أخرى
من أهم مقالات القديس يوحنا ذهبي الفم مقالات دفاعية عن الحياة الرهبانية أو الديرية
مقالات قداسة البابا شنودة الثالث من جريدة الاهرام
الحق والباطل - مقالات البابا شنوده


الساعة الآن 03:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024