رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* هذا القول يخص الطبيعة البشرية التي بعد معصية أبينا آدم، استولى عليها الموت والخطية والشيطان. هؤلاء الأعداء الثلاثة قد وطأوها، وكانت بينهم كأنها نائمة بين أشبال، أعني غافلة وبطالة من الحركات. فأرسل الآب ابنه الوحيد، أي أنه سُرّ وارتضى بحضور ابنه إلى العالم، الذي نزل من السماء، ولكن ليس نزولًا مكانيًا، ولا حدث تغير أو انتقال جوهري (للاهوت)، ولا من السماء الحسية المنظورة، بل قولنا نزل من السماء معناه تنازل وقبل أن يصير إنسانًا تامًا، ويتردد على الأرض متجسدًا. قبل التواضع والذل البشري، وهو لم يزل إلهًا عاليًا ودائمشرف لاهوته وجلاله. إنه الحق، لأنه الإله الحق من الإله الحق. وهو الرحمة أيضًا، لأن رحمته شغفته على خليقته، فخلصها بآلامه من الأشبال المذكورة، وأفاقها من نوم الغفلة. نزع اضطرابها وحفظها من خوف الهلاك، ورد العار والذل على أعدائها الذين كانوا يطأونها. الأب أنثيموس الأورشليمي |
|