رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس أفراهاط الحكيم الفارسي رقاد الأبرار، ورقاد الأشرار يليق بنا أن نخاف الموت الثاني (رؤ 2: 11، 20: 14، 21: 18) المملوء بالبكاء وصرير الأسنان والتنهدات والبؤس، هذا الذي يليق بالظلمة الخارجية. لكن طوبى للمؤمنين والأبرار في تلك القيامة، التي ينتظرون أن يستيقظوا فيها، ويقبلوا الوعود الصالحة المقدمة لهم. أما الأشرار غير المؤمنين فويل لهم في القيامة مما ينتظرهم. كان الأفضل لهم ألا يقوموا، حسب عقيدتهم. فإن العبد الذي تتهيأ له العذابات والقيود عند سيده، عندما يرقد لا يريد أن يوقظه أحد. إذ يعرف أنه عندما يحل الفجر ويوقظونه سيعذبه سيده بالجلدات ويقيده. أما العبد الصالح، الذي يعده ربه بالهبات الموعود بها، فيترقب حلول الفجر، لينال العطايا من ربه. حين ينام، يرى في حلمه كيف يعطيه سيده ما وعده به، فيفرح في حلمه ويرقص مبتهجًا. أما الشرير فلا يستعذب نومه، لأنه يتصور أن الفجر قادم إليه، وينسحق قلبه في حلمه. ينام الأبرار وتكون غفوتهم موضع سرورهم في النهار وبالليل الطويل، بل يحسبون كأنه في أعينهم ساعة واحدة. وفي هجعة الفجر يستيقظون فرحين. أما الأشرار فالنوم بالنسبة لهم ثقيل عليهم، يشبهون إنسانًا مصابًا بحمى ثقيلة جدًا. يتقلب الشرير على فراشه هنا وهناك، ويحوط الرعب بليله الذي يطول، فيخاف من الفجر الذي سيدينه فيه ربه[6].] |
|