دعا هذا الأب الصوم "سرًّا"، لأنه لا يقف عند الامتناع عن الطعام والشراب، أو استبدال الأطعمة الدسمة والشهية بأطعمة أخرى مثل الخضروات وأحيانًا الأسماك. إنما هو سرّ يمسّ علاقتنا بالله، حيث يطلب المؤمن نعمة الله أن تعمل فيه، فيتحرَّر من الضجر والتذمُّر، كما يُلجِم اللسان وكل أعضاء الجسم عن الشهوات الجامحة كالنهم والإدانة والشهوات الجسدية والمزاح الباطل والخمول وكثرة النوم. هذا من الجانب السلبي، أما من الجانب الإيجابي، فالصوم يُحَرِّك القلب بعواطفه والعقل بأفكاره وكل الطاقات الداخلية والأعضاء للعمل بقيادة روح الله بتعقُّلٍ وحكمةٍ لبنيان ملكوت الله فينا.