وصف لوقا الإنجيل رد فعل يسوع من موقف زكا" فلَمَّا وصَلَ يسوعُ إلى ذلكَ المَكان، رَفَعَ طَرْفَه وقالَ له: يا زَكَّا انزِلْ على عَجَل، فيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقيمَ اليَومَ في بَيتِكَ" (لوقا 19: 5). لم يمر يسوع من جانب زَكَّا الذي كان يعتبره كثيرون خاطئا وظالما دون أن يوليه اعتبارا. قبل كل شيء، نظر يسوع إليه، رحّب به من خلال عينيه. ثم تحدث معه في حين جميع الحاضرين يتحدث عنه ولكن ليس معه أنه " رَجُلٍ خاطِئٍ" (لوقا 19: 7). لم يكن من السهل التحدث معه، فهو رجل مهمّش من ناحية وهو يحفظ مسافة بينه وبين الآخرين. والرغم من ذلك توجّه إليه يسوع مباشرة، مُتغلباً على كل الحواجز. ووجَّه كلامه إليه موضحا أنه يعرفه، ويدعوه بالاسم. إذا كان هذا الإنسان خاطئاً في نظر الناس (لوقا 19، 7)، فهو في نظر يسوع هو زَكَّا، ابن إبراهيم (لوقا 19: 9)، أي وريث لوعد الذي يتحقّق بالنعمة. وأخيرا يدخل يسوع إلى بيته، ويشاركه حياته، ويظهر له مودة حميمة، ويصبح صديقاً له.