أظهر زَكَّا التغيّر الداخلي بفعل خارجي فلم ينتظر حُكم الناموس، بل حَكم على نفسه بنفسه فورا معترفاً بخطاياه أمام الجميع قائلا "يا ربّ، ها إِنِّي أُعْطي الفُقَراءَ نِصفَ أَموْالي " (لوقا 19: 8)، وكان اعترافه بالعمل لا بالكلام، واخذ زَكَّا يكفر عن ماضيه ويتصدّق على الفقراء بنصف أمواله ثم ذهب إلى أبعد من ذلك قائلا "وإِذا كُنتُ ظَلَمتُ أَحداً شَيئاً، أَرُدُّه علَيهِ أَربَعَةَ أَضْعاف" (لوقا 19: 8)؛ فردَّ إلى الناس ما ظلمهم به في جباية الأموال ضعف ما كانت تقضي به الشريعة اليهودية على السارق (خروج 22:1)، فما أخذه زَكَّا بالابتزاز أعطاه مجانا. وأخذ يرى الآخرين بنظرة مختلفة، ليس كفرصة ليستغلّهم، إنما ليكونوا سبباً لممارسة الرحمة والمحبة، لأنهم أصبحوا إخوة له نتيجة معرفته للمسيح وتوبته. لقد دلّ زَكَّا على مرأى من كل الحاضرين على ما فعلت به نظرة حب المسيح الخارقة.