الطاعة غير المشروطة
وقناعة “الإيمان يقدِّم” كان من المُمكن أن تُطبَّق في أي شيء، ولكنها قادته أن يُقدِّم لله مَنْ قد ناله منه، وهو إسحاق ابن الموعد. فكيف قَبِلَ دون حتى أن يسأل أو يتحاجج مع الرب؟! فيوم أن أخبره الرب بدينونة سدوم اجتهد أن يُثني الرب عن القرار، وقَدَّمَ ٦ محاولات ليقف الأمر (تكوين١٨: ٢١-٣٣)، أما هنا لم يحاول مرة واحدة أن يُرجِع الرب عن القرار، يا له من رجل يدعو للدهشة ليس لموقفه هذا فحسب، بل لموقفنا نحن حينما يطلب الرب منا من خلال كلمته أن نقدم شيئًا ما، كيف نحاول أن نتمسك وندافع عنه ونقدِّم الحجج لعلنا نظل مُتمسكين به ونُثني الله عنه، فيا لجهالة تفكيرنا!
ولكن ماذا كان وراء سلوك الطاعة هذا؟ حتمًا قناعة يمكن أن نستشفها من قراءة تكوين٢٢، وهي بفم الرب نفسه: «عَلِمْتُ انَّكَ خَائِفٌ اللهَ فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». لاحظ معي نوع الخوف ليس هو الرعب منه، بل مهابته وتقديره. وهذا السلوك تجاه الله لا ينبع إلا من المحبة العميقة له، حينما تندمج المحبة لله مع الثقة في دوافعه من نحونا، تقود إلى سلوك عنوانه الطاعة غير المشروطة.