رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
( يوثام ) استطاع أن يهرب .. هذا الصغير أعطاه الرب أن يتكلم بمثل هام يلقى مزيدا من الضوء على خطية الاحساس بالنقص التى تملكت أبيمالك .. قال لهم : مرة ذهبت الأشجار لتمسح عليها ملكا .. فقالت للزيتونة أملكى علينا .. فقالت لها الزيتونة أأترك دهنى الذى يكرمون به الله والناس وأذهب لكى أملك على الأشجار .. ثم قالت الأشجار للتينة أملكى علينا .. فقالت لها التينة أأترك حلاوتى وثمرى الطيب وأذهب لكى أملك على الأشجار .. فقالت الأشجار للكرمة أملكى علينا .. فقالت الكرمة أأترك مسطارى ( الخمر الجيدة ) الذى يفرح الله والناس وأملك على الأشجار .. ثم قالت جميع الأشجار للعوسج أملك علينا .. فقال العوسج للأشجار ان كنتم بالحق تمسحوننى عليكم ملكا ، فتعالوا واحتموا تحت ظلى والا فتخرج نار من العوسج وتأكل أرز لبنا ( قض8:9-15 ) . معنى المثل :- رفضت الزيتونة : أن تملك .. لماذا ؟ لأن هناك دهنا ( زيتا ) كافيا داخل أثمارها ، وهى شبعى بهذا الدهن الثمين ، لذا فهى لا تعانى من أى احساس بالنقص تحاول أن تعوضه بالسيطرة .. فالكتاب يقول " النفس الشبعانة تدوس العسل " (أم7:27 ). الدهن ( الزيت ) هو رمز للروح القدس ، والزيتونة هى رمز للانسان الذى يملأ الروح كيانه الداخلى ، وحين يملأ الروح كيان الانسان فهو يشبعه الى التمام ويمتعه بالتعزيات التى تلذذه جدا ، ويلهبه بالحب السماوى فيصير حارا فى عباداته ، قويا فى شهادته ، ممتلئا بالغيرة الشديدة لربح النفوس الروح القدس هو كنز الصالحات يغنى جدا ويلاشى من الانسان أى شعور بالنقص وكل رغبة للسيطرة والتباهى حينما يتجاوب الانسان مع عمل الروح القدس ، يخرج من دائرته ، ويقوده الروح فى تعاملات عجيبة مع المسيح فيدرك أنه أحلى وأثمن ما فى الحياة ، فيتعلق به بحب لا يدركه العالم ، فيعبده ويخدمه ، عبادة حارة وخدمة لذيذة ذات ثمر متكاثر . الروح القدس هو روح المحبة ، هو الحمامة الوديعة الذى يقاوم كل روح كبرياء وتعالى .. من يرحب بعمله فى قلبه يجعله قريبا جدا لقلوب الآخرين ، يشعر بأحاسيسهم ويقدر احتياجاتهم ، ويمده بقوة حقيقية لتسكين الآلام وتخفيف الدموع واحتمال الأخطاء وحمل الأثقال معهم . ما أكثر احتياجنا للامتلاء بالروح القدس " الدهن الحقيقى " .. لنطلبه بحرارة نهارا وليلا .. فسنشبع وسيفيض من داخلنا أنهار الماء الحى المنعشة للآخرين . التينة : فعلت مثل الزيتونة رفضت أن تسيطر على الأشجار ، لماذا ؟ لأنها تمتلك ثمارا حلوة تغنيها عن الالتجاء الى الأمور السطحية كالسيطرة وبريق المظاهر الذين لهم علاقة حقيقية مع المسيح يكونون مثل شجرة التين ، دائما يحملون أثمارا فى ذات مرة لعن الرب شجرة من شجيرات التين فيبست فى الحال .. لعنها لأن لها صورة شجرة التين المثمرة .. كانت مورقة لكن دون ثمر .. انها رمز للرياء .. انها صورة للنفس التى تخدع الآخرين .. تجتهد أن تظهر بصورة التقوى بينما هى من الواقع لا تمتلك المحبة التى تجعلها تفعل كل شئ لأجل المسيح الذى أحبها ، انما لهدف الظهور وكسب مديح الناس . شجرة التين المثمرة هى رمز للانسان الذى له حياة عملية تشهد للمسيح ، يطيع وصايا المسيح ويحبها .. كما أحبها داود الملك الذى قال " أحببت وصاياك أكثر من الذهب "(مز127:119) انسان ملآن بثمار الروح ( محبة ، فرح ، سلام ..... ) الكرمة : استخفت هى ايضا بالملك .. رفضت أن تتسلط على بقية الأشجار .. لقد أدركت أنها تمتلك شيئا أعظم من كل ما فى العالم ، انها تقدم الخمر الجيدة .. والخمر فى الكتاب المقدس يرمز لفرح القلب (مز15:104) والرب يريد أن كل واحد من أولاده يكون كرمة .. كرمة مشتهاة ( أش 2:27) ممتلئ بالفرح ويفيض على الآخرين .. الرب يسوع يريد لنا أن نتحرر من الهموم والأحزان وأن نتمتلئ بالفرح الحقيقى الذى هو قوة جبارة تجعل الانسان يستخف بكل اغراءات العالم ، الفرح قوة تشفى النفس من جروح الماضى ، النفس الفرحانة تهزم العدو بسهولة ، لذا قال نحميا لشعبه " لا تحزنوا لأن فرح الرب قوتكم " (نح10:8) لنفرح بالمسيح الذى أحبنا وقدم حياته لأجلنا . لنفرح بالمسيح لأنه يغفر خطايانا ويطرحها بعيدا . لنفرح بالمسيح لأنه يحمينا من مخاوف وقلاقل العالم . لنفرح بالمسيح لأنه يريحنا من أحمالنا الثقيلة ويحررنا من قيودنا . لنفرح بالمسيح لأنه يعطينا جسده ودمه ، فنقول مع أبونا الكاهن " فمنا أمتلأ فرحا ولساننا تهليلا ". المسيح يدعونا للفرح .. وكما يقول عنه داود فى " يمينه شبع سرور" . العوسج : بينما رفضت الزيتونة والتينة والكرمة أن تملك على الأشجار ، رحب العوسج بالدعوة .. لماذا رحب ؟ لأنه شجرة شوكية صغيرة ( شجيرة ) لا تمتلك زيتا كالزيتونة أو ثمرا حلوا كالتينة أو خمرا جيدا كالكرمة ، انها شجيرة مصابة بالاحساس بالنقص وتريد أن تعوضه بالسيطرة . العوسج رمز للنفس المصابة بالجروح العميقة الشائكة ، النفس المتعبة المتهلهلة التى تعرضت لجروح واحباطات كثيرة .. كل ما بداخلها أشواك .. ولم تسترح لأنها لم تأت للرب يسوع لكى يضمد جروحها ويعوضها عن السنين التى أكلها الجراد . الانسان الذى يستسلم للاحساس بالنقص يشعر بمرارة .. ان لم يترك يدا المسيح الطبيب الرقيق تمتدان لتعالج أعماقه .. سيستمر فى المرارة التى ستزداد .. قد يلجأ للعواطف البشرية وقد يلجأ للشهوات ، لكنه أبدا لن يستريح .. ومع الوقت يجد نفسه قد صار عنيفا مع الآخرين ، يحتد عليهم بسرعة ، انها محاولات لتفريغ انفعالاته الداخلية المكبوتة ، لكن بلا جدوى .. لا يستريح انظروا الى عنف العوسج .. لقد هدد الأشجار .. ان لم تتركينى أسيطر عليكى فسأحرق بالنار أشجارك العالية .. ما أصعب أن يظل الانسان طول حياته يشبه العوسج يشعر بالنقص ولا يقبل الى المسيح الطبيب الحقيقى القادر على صنع المعجزات والمستحيلات .. المسيح ليس فقط قادرا أن يحول العوسج الى زيتونة أو تينة أو كرمة .. بل هو قادر أن يحول العوسج الى الثلاثة معا !! .. يملأك بروحه القدوس ، ويملأك من الثمار الحلوة ويشبعك من الفرح الغامر .. انه القادر على كل شئ وهو يشفى القلوب الكسيرة .. هو يحبك .. فتعالى اليه . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أبيمالك والشعور بالنقص |
كيف أتحرر من خطية الشعور بالنقص |
ما الذى يجعل هذه خطية الشعور بالنقص تسيطر على الانسان |
خطية الاستسلام للشعور بالنقص |
شخصيات كتابية نتعلم منها (المرأة التي قتلت أبيمالك) |