أن المتواضعين يوجدون منفردين عن الكثرة. ويختارون لذواتهم أحقر الأمكنة. ولهذا اذ يتأمل القديس برنردوس في كيف أن هذه الأم الإلهية حينما أرادت أن تتكلم مع أبنها يسوع، لما كان هو يعلم في أحد الأمكنة، فلم تتقدم إليه أمام الناس داخلةً من تلقاء ذاتها الى المكان الجالس هو فيه وقتئذٍ، بل مكثت في الخارج وأرسلت تخبره برغبتها أن تراه لتخاطبه. (متى ص12ع46) فيقول هو أي القديس برنردوس:" أن مريم كانت واقفةً في الخارج، لئلا تقطع مجرى الوعظ لأجل أحترامها الوالدي، ومن غير أن تدخل الى البيت الذي فيه كان أبنها يكرز".