رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب القديس كيرلس الأورشليمي - القمص تادرس يعقوب ملطي تقديم: القديس كيرلس والكنيسة الأولى ترسم لنا حياة القديس كيرلس رئيس أساقفة أورشليم ومقالاته صورة حيَّة ناطقة للكنيسة في القرن الرابع، خاصة الكنيسة الشرقية. 1. فبالرغم من قلة ما سجّله لنا المؤرخين الأولون عن حياته لكننا خلال ما وصل إلينا من حياته ومقالاته نستطيع أن نستشف بسهولة واقعية الكنيسة الأولى كما هي، دون أن تمتد إليها يد لإظهارها في غير ما هي عليه. حقًا إن محبة الكثيرين للكنيسة الأولى دفعتهم لاشعوريًا بكل أسف أن يحاولوا إبرازها كما هي مرسومة في مخيلاتهم، كنيسة ذات قيادات معصومة من الخطأ، أتعابها كلها من الخارج. وهم بهذا يشوّهون الكنيسة بغير ما يدرون، لأنهم يؤلِّهون القديسين والمجاهدين ويصورونهم في غير واقعهم. وإنني أجد نفسي لست أهلًا لأنحني مطوبًا آبائي القديسين الأولين في الكنيسة الأولى، فإن سيرتهم حلوة وعذبة، تستريح لها النفس وتشتم من خلالها رائحة المسيح الذكيّة. لكن يجدر بنا ألاّ نؤلّههم ولا نعصمهم من الضعف والخطأ، بل نحبهم ونكرمهم ونقتدي بجهادهم ونصادقهم ونطلب صلواتهم عنّا! إن الكنيسة الأولى أيها العزيز، كما ستلمس بنفسك، كنيسة قويّة حيَّة عاملة عمل عريسها ربنا يسوع الكرازي، تجتذب يهودًا ووثنيين كل يوم إلى الإيمان، دون أن تُحرم من آلام وأتعاب من الخارج وفي الداخل، مملوءة قديسين، وتسلّل إليها أيضًا أُجراء وذئاب! 2. كذلك من خلال مقالات هذا القديس المتسمة بالبساطة مع الصراحة والانفتاح للناس تتلمس المبادئ الأساسية التي تغرسها الكنيسة في نفوس الموعوظين لتبقي أساسًا لهم في حياتهم كل أيام غربتهم. هذه المبادئ يليق بنا أن ندرسها ونحفظها ونرددها ونعيش بها. 3. خلالها أيضًا تتكشف مفاهيم الكنيسة الأولى وفكرها من جهة التوبة والعماد والجهاد والأصوام والصلوات والكرازة والخدمة، في أسلوب بسيط بلا تفلسف ولا تكلف. 4. أفاض القديس كثيرًا في الحديث عن الطقوس في حيويتها ودلالتها، كما تتذوقها الكنيسة الأولى. الرب قادر أن يستخدم هذا العمل لمجد اسمه، وبركة لنا لنعيش بروح آبائنا. آمين. القمص تادرس يعقوب ملطي الإسكندرية في 1970 م. |
|