رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* مهما بلغت الثروة التي يأخذها (الإنسان) معه من مصر، لن ينجو إن لم يحفظ الفصح. الآن المسيح هو فصحنا، ذُبح لأجلنا. ليس شيء مثل ذبيحة المسيح التي تعلمنا بكل وضوح الدعوة التي يوجهها بنفسه إلى من يراهم في تعبٍ بمصر تحت سلطان فرعون، فيقول: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم؛ احملوا نيري عليكم وتعلّموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم، لأن نيري هيّن، وحِملي خفيف" (مت28:11-30). من هم الذين حملهم خفيف إلا الودعاء ومتواضعي القلب وحدهم، إذ لا تنفخهم المعرفة بل بالحب يُبنَون؟ إذن ليتذكروا أن الذين احتفلوا بالفصح في ذلك الحين كانوا ظلًا عندما مسحوا قوائم أبوابهم بدم الحمل، مستخدمين الزوفا في ذلك (خر 12: 22). هذا عشب وديع ومتواضع... فالزوفا رمز لفضيلة التطهير، فلا ينتفخ أحد بالمعرفة التي تنفخ، ولا يفتخر باطلًا بالثروات التي أحضرها معه من مصر. يقول المرتل: "تنضح عليّ بزوفاك فأطهر، تغسلني فأبيض أكثر من الثلج، تسمعني فرحًا وبهجة" (مز51: 7-8). يضيف بعد ذلك مباشرة: "فتبتهج عظامي المنسحقة"، مظهرًا أن الزوفا تشير إلى التطهير من الكبرياء . القديس أغسطينوس |
|