خطيئة الرجل الغني ليس أنه يعيش في حياة ترف، بل أنه يرى الفقير مرتين وثلاثًة مرات بل ومرات عديدة كل يوم ملقى عند بابه، دون أن يفكر فيه أو يلين قلبه في مساعدته؛
ويقول القدّيس برناردس "إن لم تساعد أخاك الفقير، فأنت تسلبه حقّه وتقتله ".
فخطيئته تكمن في كبريائه وقسوته، كونه لا يعرف ولا يريد أن يعرف أن غاية الإنسان هي العلاقة الحسنى بالله من خلال علاقته بأخيه الإنسان من حيت العدل والمحبة. وبموجب فضيلتَيْ العدل والمحبَّة، يجب على الغَنِيٌّ ألاّ يتمتَّع وحدَه بخيراته الوافرة ويترك الفقير قابع في بؤرةِ فقره، لذا قال إِبراهيم ذلك للغَنِيٌّ: " تذكَّرْ أَنَّك نِلتَ خيراتِكَ في حياتِكَ " ولم يُشرِك فيها الفقراء، فهو يُعاقب على ذلك. ومن هذا المنطلق، فان خطيئته تكمن في عدم مشاركته مع لعازر الفقير المُعوز بل تحجر قلبه تجاهه. وبالرغم من ترفه الشديد بالدنيويات لم يكترثْ به ولم يتحرك صوبه. فكانت الكلاب أفضل منه، لأنها "كانت تأتي فتَلحَسُ قُروحَه" (لوقا 16: 21). وقصارة القول، خطيته تكمن في قسوته، فان الله منحنا الخيرات، لكي نسعد بها غيرنا، وليس لمجرد تمتعنا الشخصي.