خطيئة الرجل الغني إذا ليس إنه فعل شراً، بل أنه لم يفعل خيراً. لم تقم تهمه ضده، ولم تعلق بأخلاقه وصفاته وصمة تشينه، ولم يقل أحد إنه استغل ماله في طرق محرّمة أو انه كسب المال بأساليب غير مشروعة؛ فخطيئته ليست في كونه غَنِيٌّاً، بل كان الغنى في العقلية اليهودية علامة رضى وبركة من الله، إذ إِبراهيم كان غَنِيٌّا وأيوب كان غَنِيٌّا، ولعازر صديق يسوع كان غَنِيٌّا.
ويُعلق القدّيس بطرس خريزولوغُس "لم يكن إِبراهيم غَنِيٌّاً لنفسه، إنما للفقراء؛ عوضاً عن الاحتفاظ بثروته، عرض تقاسمه"(عظته عن الغَنِيٌّ ولعازر". خطيئته إذاً ليست غناه، لأنّ كلّ ما نمتلكه هو عطيّة الربّ، والمال هو عطيّة الربّ. خطيئته في استخدام أمواله واحتقاره للفقير لعازر وعدم مساعدته.