منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 10 - 2022, 03:43 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,613

مزمور 44 - كلمات عتاب


كلمات عتاب:

إذ يصف المرتل ما حلَّ بالشعب من ضيقة يدخل مع الله في كلمة عتاب، وهذا ما يريده الله منا وسط آلامنا، يودُّ أن نلتصق به ونحاوره، نعرف كيف نتحدث معه، فإننا في أوقات الفرج كثيرًا ما ننشغل بذواتنا ونتعرض للتشامخ والكبرياء، ولا يكون لله موضع في قلوبنا.
لنعاتبه كأبناء فهو يصغي مشتاقًا أن يعطي بسخاء! يعطي ذاته وحبه وليس فقط خبراته وبركاته!
في عتاب المحبة يندهش المرتل، متسائلًا: لماذا سمح الله للشعب بالضيقة:
"هذه كلها جاءت علينا ولم ننسَك،
ولا غدرنا بعهدك،
ولم يمل قلبنا إلى خلف،
ولا مالت خطواتنا عن طريقك" [16-17].

يشتاق أن يسمع الله مثل هذه العبارات التي لا تحمل برًا ذاتيًا ولا دفاعًا عن النفس أمام الله، وإنما إيمانا به وتمسكًا بطريقه وإعلانًا عن صدق حبنا له. إنها ككلمات الرسول بطرس بعد سقوطه: "يا رب أنت تعلم كل شيء؛ أنت تعرف أني أُحبك" (يو 21: 17)، وأيضًا كلمات الرسول بولس: "من سيفصلنا عن محبة المسيح؟! أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف؟! كما هو مكتوب إننا من أجلك نُمات كل النهار؛ قد حُسبنا مثل غنم للذبح" (رو 8: 35-36). هكذا يعلن المرتل بأن الشعب لم ينس الله وسط الضيقة، ولا كسر العهد معه، ولا مال بقلبه إلى خلف، ولا انحرف بسلوكه عن الطريق الملكوي. إنهم لم يفعلوا مثل امرأة لوط التي نظرت إلى الوراء فصارت عمود ملح (تك 19: 26)، ولا مثل الإسرائيليين الذين تذمروا في البرية لأنهم اشتهوا الجلوس عند قدور اللحم يأكلون خبز العبودية (خر 16: 3)، ولم يضعوا أيديهم على المحراث وينظرون إلى الوراء (لو 9: 26)؛ وإنما يفعلون مثل الرسول بولس الذي ينسى ما هو وراء ويمتد إلى ما هو قدام (في 3: 13).
ما هو الطريق الذي لا نُحيد عنه إلا "السيد المسيح" القائل: "أنا هو الطريق والحق والحياة"؟ كانت أنظار رجال العهد القديم تتطلع إليه في رجاء بكونه مشتهى الأمم، وفيه تمتعنا بالحياة الجديدة المقامة... وها نحن ننتظره قادمًا على السحاب، مرنمين كل يوم: "آمين؛ تعال أيها الرب يسوع" (رؤ 22: 20).
يرى القديس أغسطينوس أن المرتل هنا يُعلن أنهم لم ينحرفوا عن الطريق الضيق الذي رسمه الرب لبلوغنا الأبدية؛ هو طريق مُرّ لا يدخل بنا إلى الموت بل إلى ظلال الموت، إذ يقول المرتل: "غشيتنا بظلال الموت". فإن كانت التجار بكل شدتها تدفعنا إلى موت الجسد، إنما تدخل بنا إلى ظل الموت. [لأن موتنا هو ظل الموت، أما الموت الحقيقي فهو إدانة إبليس].
يكمل المرتل عتابه، قائلًا:
"إن كنا نسينا اسم إلهنا،
وإن كنا بسطنا أيدينا إلى إله غريب،
أفليس الله المطالب بهذه؟!
لأنه هو يعرف خفايا القلب" [20-21].
في عتابه هذا يعلن الآتي:

1. ليس لي أن أتكلم، فأنت تعلم يا الله خفايا القلب، أنت تعرف أننا لم نرتبط بإله آخر باسمك القدوس، ليس فقط في الظاهر، وإنما في أعماق القلب.
2.نحن نعرفك ولا ننساك، لذا أنت تعرفنا معرفة المحب لمحبوبيه. معرفة الله هنا لا تعني الإدراك العقلي وإنما معرفة العلاقة القوية، معرفة الحب (مت 7: 23). الله القدوس لا يقبل في معرفته إلا القديسين.
3. إن كانت الضيقة قد اشتدت جدًا، وثار الأعداء علينا، وكدنا ندخل إلى الموت، لكننا في هذا كله لم ننسك.

وكما يقول البابا أثناسيوس الرسولي: [كلما تحرش بنا الأعداء يزداد بالأكثر تحررنا؛ وإن كانوا يقاوموننا فإننا نجتمع معًا، وإذ أرادوا طرحنا عن الصلاح لنكرر بالأكثر قائلين: "هذه كلها جاءت علينا ولم ننسَك"].
أخيرًا يختم عتابه، قائلًا:
لأننا من أجلك نُمات كل يوم،
وقد حُسبنا مثل غنم للذبح" [22].

إذ يتحدث الرسول بولس عن حب الكنيسة لمسيحها يقول: "كما هو مكتوب: إننا من أجلك نُمت كل النهار؛ قد حُسبنا مثل غنم للذبح" (رو 8: 36).
هذا هو صوت الكنيسة الجامعة منذ آدم إلى آخر الدهور التي تقبل الدخول في الطريق الشهادة لله حتى الموت، تقبل شركة آلام المسيح بسرور، فنشتهي أن تُحسب كالغنم المقدم لأجله للذبح كما سيق هو كشاة للذبح (إش 53: 7)... تمارس الموت الاختياري كل يوم، إن لم يكن بسفك الدم فبالجهاد الروحي والبذل والعطاء لكل أحد حتى لغير المؤمنين لأجل الله محب البشر!
- أنا كاهن سيدي يسوع المسيح، وله أقدم الذبيحة كل يوم، وأرغب أن أقدم حياتي ذبيحة كما قدم حياته ذبيحة حبًا فيّ.
- لتأتِ عليّ كل هذه: النار والصليب، ومجابهة الحيوانات المفترسة، التمزيق والكسر... لتنصبَّ عليّ كل عذابات الشيطان، على أنني أبلغ يسوع المسيح.
- لماذا أُسلم نفسي إلى الموت؟! إلى النار، إلى السيف، إلى الوحوش الضارية...؟! القريب من السيف هو قريب من الله، والذي مع الوحوش هو مع الله، على أن يتم ذلك كله باسم يسوع المسيح، وأنني أحتمل كل شيء لأشترك في آلامه.
القديس أغناطيوس الأنطاكي
هو يجعلهم ذبيحة وتقدمة (يومية) دون موت.
من الممكن أن نُمات عدة مرات في يومٍ واحدٍ؛ لأنه من كان مستعدًا على الدوام أن يموت يحفظ مكافأته ليستلمها كاملة.
القديس يوحنا الذهبي الفم
القديسون الذين يقدمون أنفسهم (ذبيحة) لله إنما يقدمون أنفسهم أحياء كل يوم.
لنقدم أنفسنا (ذبائح)، ولنمت عن ذواتنا لأجل المسيح إلهنا.
كيف وضعوا أنفسهم للموت؟ بأن كفَّوا عن محبة العالم وما فيه (1 يو 2: 15)... عن هذا يقول الرسول: "الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" (غل 5: 24). هكذا وضع القديسون أنفسهم للموت.
الأب دوروثيؤس من غزة
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 22 - أعلنت كلمات المزمور الأولى عن تكلفة فدائنا
مزمور 14 - كلمات ركيزية (مفتاح السفر)
مزمور(٨٠) من الكتاب المقدس| من أجمل مزامير داود| عتاب الي الله
عتاب ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
عتاب ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )


الساعة الآن 03:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024