المعلم أوريجانوس كتب عنهما أي عن مريم ويوسف: أنهما طلباه لخوفهما من أنه يكون اهملهما: فأمرٌ حقيقي هو أنه لا يوجد للنفس المحبة لله تألمٌ أعظم، من الخوف الذي يشتملها من أن تكون أغاظت الله. وهذا السبب الذي من أجله مريم لم تشك في حزنٍ ما من أحزانها سوى في هذا الحزن الذي به عاتبت أبنها الحبيب بعذوبةٍ بعد أن وجدته قائلةً: يا أبني ما هذا الذي صنعت بنا هكذا. ها أبوك وأنا كنا نطلبك متوجعين: (لوقا ص2ع48) فبهذه الكلمات لم تقصد هي أن توبخ يسوع، كما جدف بعص الأراتقة، بل أرادت هذا الشيء فقط وهو أن تبين له التألم الذي هي تكبدته في ذاتها من قبل أبتعاده عنها، لشدة الحب الذي هي كانت تحبه به. ولذلك يقول الطوباوي ديونيسيوس كارتوزيانوس: أن كلماتها هذه لم تكن ذات تأنيبٍ وتوبيخٍ بل ذات معاتبةٍ ناجمةٍ عن عظم الحب:*