القديس بوناونتورا يسأل كمستفهمٍ بقوله:" ماذا كانوا يأكلون في هذه المسافة، وأين كانوا يبيتون ليلاً، ومن هو الذي كان يأويهم". فمن المعلوم أنهما كانا يقتاتان، أما من الخبز اليابس الذي ربما أخذه زوادةً القديس يوسف. وأما من الخبز الذي كانا في الطريق يحصلانه من التسول. وأين كانا يبيتان مع الطفل الحبيب في سفرٍ هذه حاله (لا سيما في مسافة المايتين ميلاً في القفر القريب من مصر الخالي من البيوت ومن المنازل. كما يخبر الأنام المختبرون الحيقية) الا تحت الجو على الرمل، أو في ستر بعض الأشجار البرية مخضعين لأنفعالات الأهوية، وتحت خطر مجيء اللصوص عليهم. أم هجوم الوحوش المفترسة المتكاثرة في أراضي مصر. أواه أن من كان يشاهد هؤلاء الثلاثة الأشخاص الذين هم أعظم ما يوجد في العالم. فترى ماذا كان يعتدهم في تلك الحال سوى ثلاثة أشخاص شحادين تائهين مرذولين.*