رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح يصلي قبل القبض عليه (يوحنا 17: 1 – 11)
وبَعدَ هذا الكلامِ، رفَعَ يَسوعُ عَينَيهِ إلى السَّماءِ وقالَ: ((يا أبـي جاءَتِ السّاعةُ: مَجِّدِ اَبنَكَ ليُمَجِّدَكَ اَبنُكَ بِما أعطيتَهُ مِنْ سُلطانٍ على جميعِ البَشَرِ حتّى يهَبَ الحياةَ الأبديَّةَ لِمَنْ وهَبتَهُم لَه. والحياةُ الأبديَّةُ هيَ أنْ يَعرِفوكَ أنتَ الإلهَ الحَقَّ وحدَكَ ويَعرِفوا يَسوعَ المَسيحَ الّذي أرْسَلْتَهُ. أنا مَجَّدْتُكَ في الأرضِ حينَ أتمَمتُ العَمَلَ الذي أعطَيتَني لأعمَلَه. فمَجِّدْني الآنَ يا أبـي عِندَ ذاتِكَ بِالمَجدِ الّذي كانَ لي عِندَكَ قَبلَ أنْ يكونَ العالَمُ. أظهَرتُ اَسمَكَ لِمَنْ وهَبتَهُم لي مِنَ العالَمِ. كانوا لكَ، فوَهَبتَهُم لي وعَمِلوا بِكلامِكَ. والآنَ هُم يَعرِفونَ أنَّ كُلَّ ما أعطَيتَني هوَ مِنكَ. بَلَّغتُهُمُ الكلامَ الّذي بَلَّغتَني فقَبِلوهُ وعَرَفوا حقَّ المعرِفَةِ أنِّي جِئتُ مِنْ عِندِكَ وآمنوا أنَّكَ أنتَ أرسَلتَني. أنا أُصلِّي لأجلِهِم، ولا أُصلِّي لأجلِ العالَمِ، بل لأجلِ مَنْ وهَبتَهُم لي لأنَّهُم لكَ. كُلُّ ما هوَ لي فهوَ لكَ، وكُلُّ ما هوَ لكَ فهوَ لي، وأنا أتمَجَّدُ بِهِم. لن أبقى في العالَمِ أما هُم فباقونَ في العالَمِ، وأنا ذاهِبٌ إلَيكَ. أيُّها الآبُ القُدُّوسُ، إحفَظْهُم باَسمِكَ الّذي أعطَيتَني، حتّى يكونوا واحدًا مِثلَما أنتَ وأنا واحدٌ. التآمر على يسوع وخيانة يهوذا (لوقا 22: 1 – 6) وقُربَ عيدُ الفَطيرِ الّذي يُقالُ لَه الفِصحُ. وكانَ رُؤساءُ الكَهنَةِ ومُعَلِّمو الشَّريعةِ يَبحَثونَ عَنْ طريقةٍ يَقتُلونَ بِها يَسوعَ، لأنَّهُم كانوا يخافُونَ مِنَ الشَّعبِ. فدخَلَ الشَّيطانُ في يَهوذا المُلقَّبِ بالإسخَريوطيِّ، وهوَ مِنَ التَّلاميذِ الاثنَي عشَرَ، فذهَبَ وفاوَضَ رُؤساءَ الكَهنَةِ وقادَةَ حرَسِ الهَيكَلِ كيفَ يُسَلِّمُهُ إليهِم. ففَرِحوا واَتفَقُوا أنْ يُعطوهُ شَيئًا مِنَ المالِ. فرَضِيَ وأخَذَ يترَقَّبُ الفُرصةَ ليُسلِّمَهُ إليهِم بالخِفيَةِ عَنِ الشَّعبِ. دهن يسوع بالطيب في بيت سمعان الأبرص (متى 26: 6 - 7) وبَينَما يَسوعُ في بَيتَ عَنْيا عِندَ سِمْعانَ الأبرصِ، دَنَتْ مِنهُ اَمرأةٌ تَحمِلُ قارورةَ طِيبٍ غالي الثَّمَنِ، فسكَبَتهُ على رأسِهِ وهوَ يَتناولُ الطَّعامَ. فلمّا رأى التَّلاميذُ ما عمِلَتْ، اَستاؤُوا وقالوا: ((ما هذا الإسرافُ؟ كانَ يُمكِنُ أنْ يُباعَ غالِـيًا، ويُوزَّعَ ثَمنُهُ على الفُقَراءِ! )) فعَرفَ يَسوعُ وقالَ لهُم: ((لِماذا تُزعِجونَ هذِهِ المَرأةَ؟ فهيَ عَمِلَتْ لي عَملاً صالِحًا. فالفُقراءُ عِندَكُم في كُلِّ حينٍ، وأمَّا أنا فلا أكونُ في كُلِّ حينٍ عِندَكُم. وإذا كانَت سكبَتْ هذا الطِّيبَ على جَسدي، فَلِتُهَيَّئَهُ للدَّفْنِ. الحقَّ أقولُ لكُم: أينَما تُعلَنُ هذِهِ البِشارةُ في العالَمِ كُلِّهِ، يُحدَّثُ أيضًا بعمَلِها هذا، إحياءً لِذكرِها)). عشاء الفصح (العشاء الرباني) (لوقا 22: 7 – 20) وجاءَ يومُ الفَطيرِ، وفيهِ تُذبَحُ الخِرافُ لِعَشاءِ الفِصحِ. فأرسَلَ يَسوعُ بُطرُسَ ويوحنَّا وقالَ لهُما: ((إِذهَبا هَيِّئا لنا عَشاءَ الفِصحِ لنأكُلَهُ)). فقالا لَه: ((أينَ تُريدُ أنْ نُهيِّئَهُ؟)) فأجابَهُما: ((عِندَما تَدخُلانِ المدينةَ يُلاقيكُما رَجُلٌ يَحمِلُ جَرَّةَ ماءٍ، فاَتبَعاهُ إلى البَيتِ الّذي يَدخُلُهُ، وقولا لِرَبِّ البَيتِ: يقولُ لكَ المُعَلِّمُ: أينَ الغُرفةُ الّتي سأتناوَلُ فيها عَشاءَ الفِصحِ معَ تلاميذي؟ فيُريكُما في أعلى البَيتِ غُرفَةً واسِعةً مَفروشَةً، وهُناكَ تُهيِّئانِهِ)). فذَهبا ووَجَدا مِثلَما قالَ لهُما، فقاما بتَهيئَةِ عَشاءِ الفِصحِ. ولمَّا جاءَ الوقتُ، جلَسَ يَسوعُ معَ الرُّسُلِ لِلطَعامِ. فقالَ لهُم: ((كَمِ اَشتَهَيتُ أنْ أتناوَلَ عَشاءَ هذا الفِصحِ معكُم قَبلَ أنْ أتألَّمَ. أقولُ لكُم: لا أتناوَلُهُ بَعدَ اليومِ حتّى يتِمَّ في مَلكوتِ اللهِ)). وأخَذَ يَسوعُ كأسًا وشكَرَ وقالَ: ((خُذوا هذِهِ الكأسَ واَقتَسِموها بَينَكُم. أقولُ لكُم: لا أشرَبُ بَعدَ اليومِ مِنْ عَصيرِ الكَرمَةِ حتّى يَجيءَ مَلكوتُ اللهِ)). وأخَذَ خُبزًا وشكَرَ وكسَرَهُ وناوَلَهُم وقالَ: ((هذا هوَ جَسَدي الّذي يُبذَلُ مِنْ أجلِكُم. إِعمَلوا هذا لِذِكري)). وكذلِكَ الكأسُ أيضًا بَعدَ العَشاءِ، فقالَ: ((هذِهِ الكأسُ هيَ العَهدُ الجديدُ بِدَمي الّذي يُسفَكُ مِنْ أجلِكُم. يسوع ينبئ بخيانة يهوذا (لوقا 22: 21 – 23) لكِنْ ها هيَ يدُ الذي يُسلِّمُني على المائِدَةِ مَعي. فاَبنُ الإنسانِ سيَموتُ كما هوَ مكتوبٌ لَه، ولكِنَّ الوَيلَ لِمَنْ يُسَلِّمُهُ!)) فأخَذَ التَّلاميذُ يَتَساءلونَ مَنْ مِنهُم سيَفعلُ هذا. يسوع ينبئ بإنكار بطرس له (متى 26: 31 – 35) وقالَ لهُم يَسوعُ: ((في هذِهِ اللَّيلَةِ ستَترُكوني كُلُّكُم، فالكِتابُ يَقولُ: سَأضرِبُ الرّاعيَ، فتَتَبدَّدُ خِرافُ القَطيعِ. ولكِنْ بَعدَ قيامَتي مِنْ بَينِ الأمواتِ أسبُقُكُم إلى الجليلِ)). فقالَ بُطرُسُ: ((لَو تَركوكَ كُلٌّهُم، فأنا لن أترُكَكَ)). فقالَ لَه يَسوعُ: ((الحقَّ أقولُ لكَ: في هذِهِ اللَّيلَةِ، قَبلَ أن يَصيحَ الدّيكُ، تُنكِرُني ثلاثَ مرّاتٍ)). فأجابَهُ بُطرُسُ: ((لا أُنكِرُكَ وإنْ كانَ علَيَّ أن أموتَ معَكَ)). وهكذا قالَ التَّلاميذُ كُلٌّهُم. في بستان الزيتون (متى 26: 36 – 46) ثُمَّ جاءَ يَسوعُ معَ تلاميذِهِ إلى موضِعٍ اَسمُهُ جَتْسِماني، فقالَ لهُم: ((أُقعُدوا هُنا، حتّى أذهَبَ وأُصلِّيَ هُناكَ)). وأخَذَ مَعهُ بُطرُسَ واَبنيْ زَبَدي، وبَدأَ يَشعُرُ بالحُزنِ والكآبَةِ. فقالَ لهُم: ((نفسي حَزينَةٌ حتّى الموتِ. اَنتَظِروا هُنا واَسهَروا مَعي)). واَبتَعَدَ عنهُم قَليلاً واَرتَمى على وجهِهِ وصلَّى فَقالَ: ((إنْ أمكَنَ يا أبـي، فلْتَعبُرْ عنِّي هذِهِ الكأسُ. ولكن لا كما أنا أُريدُ، بل كما أنتَ تُريدُ)). ورجَعَ إلى التَّلاميذِ فوجَدَهُم نِـيامًا، فقالَ لبُطرُسَ: ((أهكذا لا تَقدِرونَ أنْ تَسهَروا مَعي ساعةً واحدةً؟ إسهَروا وصلَّوا لِـئلاَّ تَقَعُوا في التَّجرِبَةِ. الرُّوحُ راغِبةٌ، ولكنَّ الجسَدَ ضَعيفٌ)). واَبتَعدَ ثانيةً وصلّى، فقالَ: ((يا أبـي، إذا كانَ لا يُمكِنُ أنْ تَعبُرَ عنِّي هذِهِ الكأسُ، إلاَّ أنْ أشرَبَها، فلْتكُنْ مَشيئتُكَ)). ثُمَّ رجَعَ فوَجَدَهُم نِـيامًا، لأنَّ النٌّعاسَ أثقَلَ جُفونَهُم. فتَركَهُم وعادَ إلى الصَّلاةِ مرَّةً ثالِثةً، فردَّدَ الكلامَ نفسَهُ. ثُمَّ رجَعَ إلى التَّلاميذِ وقالَ لهُم: ((أنِـيامٌ بَعدُ ومُستَريحونَ؟ جاءَتِ السّاعَةُ الّتي فيها يُسلَّمُ ابنُ الإنسان إلى أيدي الخاطِئينَ. قوموا نَنصرِفُ! اَقترَبَ الّذي يُسَلِّمُني)). اعتقال يسوع (لوقا 22: 47 – 54) وبَينَما هوَ يتكَلَّمُ، ظهَرَت عِصابَةٌ يَقودُها المدعوُّ يَهوذا، أحَدُ التَّلاميذِ الاثنَي عشَرَ، فدَنا مِنْ يَسوعَ ليُقبِّلَهُ. فقالَ لَه يَسوعُ: ((أبِقُبلَةٍ، يا يَهوذا، تُسَلِّمُ اَبنَ الإنسانِ؟)) فلمَّا رأى التَّلاميذُ ما يَجري قالوا: ((أنَضرِبُ بِالسَّيفِ، يا رَبُّ؟)) وضرَبَ واحِدٌ مِنهُم خادِمَ رَئيسِ الكَهنَةِ فقَطَعَ أذُنَهُ اليُمنى. فأجابَ يَسوعُ: ((كفى. لا تزيدوا!)) ولمَسَ أذُنَ الرَّجُلِ فشَفاها. وقالَ يَسوعُ لِلمُقبِلينَ علَيهِ مِنْ رُؤساءِ الكَهنَةِ وقادَةِ حرَسِ الهَيكَلِ والشُّيوخِ: ((أعَلى لِصٍّ خَرجتُم بسُيوفٍ وعِصِيٍ؟ كُنتُ كُلَّ يومٍ بَينكُم في الهَيكَلِ، فما مدَدْتُم أيدِيَكُم عليَّ. والآنَ هذِهِ ساعَتُكُم، وهذا سُلطانُ الظَّلامِ)). فقَبَضوا علَيهِ وأخذوهُ ودَخَلوا بِه إلى دارِ رَئيسِ الكَهنَةِ. وكانَ بُطرُسُ يَتبَعُهُ عَنْ بُعدٍ. إنكار بطرس ليسوع (لوقا 22: 55 – 62) وأوقَدَ الحرَسُ نارًا في ساحَةِ الدّارِ وقَعَدوا حَولَها، وقعَدَ بُطرُسُ بَينَهُم. فرَأتْهُ خادِمةٌ عِندَ النّـارِ، فتَفرَّسَت فيهِ وقالَت: ((وهذا الرَّجُلُ كانَ معَ يَسوعَ! )) فأنكَرَ قالَ: ((أنا لا أعرِفُهُ، يا اَمرأةُ! )) وبَعدَ قليلٍ رَآهُ رَجُلٌ فقالَ: ((وأنتَ مِنهُم! )) فأجابَهُ بُطرُسُ: ((كلاّ، يا رَجُلُ! )) ومضى نحوَ ساعَةٍ، فقالَ أحدُهُم مُؤكِّدًا: ((وهذا حقًّا كانَ معَهُ، لأنَّهُ مِنَ الجَليلِ! ))فأجابَهُ بُطرُسُ: ((يا رَجُلُ، لا أفهَمُ ما تَقولُ! )) وبَينَما هوَ يَتكلَّمُ صاحَ الدّيكُ. فاَلتَفَتَ الرَّبُّ ونظَرَ إلى بُطرُسَ، فتَذَكَّرَ بُطرُسُ قولَ الرَّبِّ لَه: ((قَبلَ أنْ يَصيحَ الدّيكُ اليومَ، تُنكِرُني ثلاثَ مرّاتٍ)). فخرَجَ وبكى بُكاءً مُرًّا. يسوع في مجلس اليهود (متى 26: 57 – 68) فالّذينَ أمسكوا يَسوعَ أخَذوهُ إلى قَيافا رَئيسِ الكَهنَةِ، وكانَ مُعَلِّمو الشَّريعةِ والشُّيوخُ مُجتَمِعينَ عِندَهُ. وتَبِعَه بُطرُسُ عَنْ بُعدٍ إلى دارِ رَئيسِ الكَهنَةِ. فدخَلَ وقَعدَ معَ الحَرَسِ ليرى النِّهايةَ. وكانَ رُؤساءُ الكَهنَةِ وجميعُ أعضاءِ المَجلِسِ يَطلُبونَ شَهادةَ زُورٍ على يَسوعَ ليَقتُلوهُ، فما وجَدوا، معَ أنَّ كثيرًا مِنْ شهودِ الزّورِ تَقدَّموا بشَهاداتِهِم. ثُمَّ قامَ شاهدانِ وقالا: ((هذا الرَّجُلُ قالَ: أقدِرُ أنْ أهدِمَ هَيكَلَ اللهِ وأبنِـيَهُ في ثلاثةِ أيّامٍ)). فقامَ رئيسُ الكَهنَةِ وقالَ ليَسوعَ: ((أما تُجيبُ بِشيءٍ؟ ما هذا الّذي يَشهَدانِ بِه علَيكَ؟)) فظَلَّ يَسوعُ ساكِتًا. فقالَ لَه رَئيسُ الكَهنَةِ: ((أستَحلِفُكَ باللهِ الحيَّ أنْ تَقولَ لنا: هَل أنتَ المَسيحُ اَبنُ اللهِ؟)) فأجابَ يَسوعُ: ((أنتَ قُلتَ. وأنا أقولُ لكُم: سترَوْنَ بَعدَ اليومِ اَبنَ الإنسانِ جالِسًا عَنْ يَمينِ اللهِ القَديرِ وآتــيًا على سَحابِ السَّماءِ! )) فشَقَّ رَئيسُ الكَهنَةِ ثيابَهُ وقالَ: ((تجديفٌ! أنَحتاجُ بَعدُ إلى شُهودٍ؟ ها أنتُم سَمِعتُم تَجديفَهُ. فما رأيُكُم؟)) فأجابوهُ: ((يَسْتَوجِبُ الموتَ! )) فبَصَقوا في وَجهِ يَسوعَ ولطَموهُ، ومِنهُم مَنْ لكَمَهُ وقالوا: ((تَنبّـأْ لنا، أيُّها المَسيحُ، مَنْ ضَربَكَ! )) يسوع عند بيلاطس (يوحنا 18: 28 – 40 وَ 19: 1 – 11) وأخذوا يَسوعَ مِنْ عِندِ قَيافا إلى قَصرِ الحاكِمِ. وكانَ الوقتُ صَباحًا. فاَمتَنَعَ اليَهودُ مِنْ دُخولِ القَصرِ لِئَلاَّ يَتنَجَّسوا، فلا يتَمكَّنوا مِنْ أكلِ عَشاءِ الفِصحِ. فخَرَجَ إلَيهِم بِـيلاطُسُ وسألَهُم: ((بِماذا تَتَّهِمونَ هذا الرَّجُلَ؟)) فأجابوا: ((لَولا أنَّهُ مُجرِمٌ، لما أسلَمْناهُ إلَيكَ)). فقالَ لهُم بِـيلاطُسُ: ((خُذوهُ أنتُم وحاكِموهُ حسَبَ شريعَتِكُم)). فأجابوا: ((لا يَجوزُ لنا أنْ نَحكُمَ على أحدٍ بالقَتْلِ)). فتَمَّ ما قالَ يَسوعُ مُشيرًا إلى المِيتَةِ الّتي يَموتُها. فعادَ بِـيلاطُسُ إلى قَصرِ الحاكِمِ ودَعا يَسوعَ وقالَ لَه: ((أأنتَ مَلِكُ اليَهودِ؟)) فأجابَهُ يَسوعُ: ((أتَقولُ هذا مِنْ عِندِكَ، أمْ قالَهُ لكَ آخَرونَ؟)) فقالَ بِـيلاطُسُ: ((أيهودِيٌّ أنا؟ شَعبُكَ ورُؤساءُ الكَهنَةِ أسلَموكَ إليَّ. فماذا فعَلْتَ؟)) أجابَهُ يَسوعُ: ((ما مَملكَتي مِنْ هذا العالَمِ. لَو كانَت مَملكَتي مِنْ هذا العالَمِ، لَدافَعَ عنِّي أتباعي حتّى لا أُسلَّمَ إلى اليَهودِ. لا! ما مَملكَتي مِنْ هُنا)). فقالَ لَه بِـيلاطُسُ: ((أمَلِكٌ أنتَ، إذَنْ؟)) أجابَهُ يَسوعُ: ((أنتَ تَقولُ إنِّي مَلِكٌ. أنا وُلِدْتُ وجِئتُ إلى العالَمِ حتّى أشهَدَ لِلحَقِّ. فمَنْ كانَ مِنْ أبناءِ الحَقِّ يَستَمِـعُ إلى صَوتي)). فقالَ لَه بِـيلاطُسُ: ((ما هوَ الحقُّ؟)) قالَ هذا وخرَجَ ثانيَةً إلى اليَهودِ وقالَ لهُم: ((لا أجِدُ سَبَــبًا لِلحُكمِ علَيهِ. ولكِنَّ العادَةَ عِندَكُم أنْ أُطلِقَ لكُم سَجينًا في عيدِ الفِصحِ. أتُريدونَ أنْ أُطلِقَ لكُم مَلِكَ اليَهودِ؟)) فصاحوا: ((لا تُطلِقْ هذا، بل باراباسَ)). وكانَ باراباسُ لِصًّا. ... فأخَذَ بِـيلاطُسُ يَسوعَ وأمَرَ بِجَلْدِهِ. وضفَرَ الجنودُ إكليلاً مِنْ شَوكٍ ووضَعوهُ على رأسِهِ، وألبَسوهُ ثَوبًا أُرجُوانيًّا، وأحاطُوا بِه يَلطِمونَهُ ويَقولونَ: ((السَّلامُ علَيكَ يا مَلِكَ اليَهودِ! )) وعادَ بِـيلاطُسُ إلى الجُموعِ وقالَ لهُم: ((ها أنا أُخرِجُهُ إلَيكُم لِتَعرِفوا أنِّي ما وجَدتُ سَببًا لِلحُكمِ علَيهِ)). فخَرَجَ يَسوعُ وعلَيهِ إكليلُ الشَّوكِ والثَّوبُ الأُرجُوانيُّ، فقالَ لهُم بِـيلاطُسُ: ((ها هوَ الرَّجُلُ! )) فلمَّا شاهَدَهُ رُؤساءُ الكَهنَةِ والحرَسُ صاحوا: ((إصلِبْهُ! إِصلِبْهُ! ))فقالَ لهُم بِـيلاطُسُ: ((خُذوهُ أنتُم واَصلِبوهُ، فأنا لا أجِدُ سَببًا لِلحُكمِ علَيهِ)). فأجابَهُ اليَهودُ: ((لنا شريعةٌ، وهذِهِ الشَّريعةُ تَقضي علَيهِ بالموتِ لأنَّهُ زَعَمَ أنَّهُ اَبنُ اللهِ)). فلمَّا سمِعَ بِـيلاطُسُ كلامَهُم هذا اَشتَدَّ خوفُهُ. فدخَلَ القَصرَ وقالَ ليَسوعَ: ((مِنْ أينَ أنتَ؟)) فما أجابَهُ يَسوعُ بِشيءٍ. فقالَ لَه بِـيلاطُسُ: ((ألاَ تُجيبُني؟ ألاَ تَعرِفُ أنَّ لي سُلطةً أنْ أُخلِـيَ سبـيلَكَ، وسُلطةٌ أنْ أصلِبَكَ؟)) فأجابَه يَسوعُ: ((ما كانَ لكَ سُلطةٌ عليَّ، لَولا أنَّكَ نِلتَها مِنَ اللهِ. أمَّا الّذي أسلَمَني إلَيكَ، فخَطيئَــتُهُ أعظَمُ مِنْ خَطيئَتِكَ)). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحمل هو يسوع بحسب شهادة يوحنا المعمدان التي تكرَّرت مرتين |
شهادة الرسل في الإنجيل عن يسوع |
شهادة التاريخ لموت وقيامة المسيح |
عجائب يسوع بحسب الإنجيل |
والمنظر يستمد جماله من موت وقيامة ربنا يسوع المسيح |