رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"وأصعدني من جب الشقاء، ومن الطين الحمأة" [2]. في وسط الآلام شعر المرتل أنه كما في جب الشقاء ملطخ بالوحل، كلما حاول رفع قدميه يغوص بالأكثر، وليس من منقذ أو معين. إنه يذكرنا بإرميا النبي (إر 38) الذي طُرح في الجب بسبب شهادته للحق. الجب عميق للغاية لا تطوله يد مخلوق لتبلغ قراره فتجتذبنا، إنما الحاجة إلى ذراع الله، كلمة الرب المتجسد، الذي وحده يقدر أن ينزل إلينا ويخلصنا من هوة الخطية وسلطان الموت ومتاريس الجحيم بقوة صليبه. كلما ازداد عمق الجب، تتجلى بالحري قوة عمل الخلاص، وكثرة فرحنا وتسبيحنا بالنصرة. * ما هذا الجب الرهيب؟! إنه عمق الإثم، من شهوات الجسد، لأن هذا هو ما تعنيه عبارة: "طين الحمأة". فمن أين إذن أخرجك؟ من عمق معين، الذي منه صرخت في مزمور آخر، قائلًا: "من الأعماق صرخت إليك يا رب". والذين يصرخون بالفعل "من الأعماق" لا يكونوا بعد في أدنى عمق، لأن عمل الصراخ ذاته يرفعهم إلى العلو. حينما يبلغ الخاطئ عمق الشر يُحتقر، فيغوص إلى أعماق جديدة، لأنه لا يكتفي بكونه خاطئًا إنما عوض الاعتراف بخطاياه يقدم تبريرًا عنها. القديس أغسطينوس إن كانت الخطية تنحدر بنا إلى أعماق مُرَّة، فإن يدّ الله مخلصنا تنشلنا بقوة لكي يحملنا فيه "صخرة الدهور". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أنت فى أرض الشقاء |
ليس الشقاء هو البكاء |
ليس الشقاء أن تكون |
بلاغ للنائب العام يتهم أعضاء الحملة المركزية لـ" تمرد" باحراق مقر الحملة |
ارحمنى من ارض الشقاء |