لقد أحبنا ربنا وفي حبه بذل ذاته من أجل العالم لا من أجل إنسانٍ دون آخر أو فئة دون سواها إنما بلا تحيز ولا تمييز ولا محاباة، تقدم حمل الله يحمل خطايا العالم كله هذا ما سلمه إلينا مسيحنا لكي به يتسع قلبنا على مثاله فنحب بلا حدود ونبذل بغير تعصب، ونترفق بغير محاباة. هذا هو النور الذي ينير به السيد المسيح له المجد فينا ليستنير به العالم. هذا هو العمل المعجزي الذي وحده قادر أن يشهد لمسيحنا فينا ويظهر رائحته الذكية أمام المؤمنين وغير المؤمنين. هذه هي شهادة الكنيسة لمسيحها الحيّ العامل فيها والعاملة به ليتجلى مسيحها الصاعد إلى السماء في الكنيسة المنظورة على الأرض. هذا هو عمل الكنيسة كلها: عمل آبائها وأبنائها، كهنتها وشعبها، رجالها ونسائها، أطفالها وشيوخها،أن يحِبوا ويُحَبوا. الحب الذي من أجل الإله لا يحمل هذا كأساسٍ للحب، بل كإنسانٍ يميل نحو كل البشرية يحب من لهم إيمانه بكونهم إخوة حقيقيين ويحب الهراطقة والوثنيين والي_ه_ود بكونهم إخوة بالطبيعة متأسفًا عليهم عاملاً بتعبٍ وباكيًا من أجلهم. بهذا نكون على مثال الله لا بصنع أعمال عجيبة بل إن أحببنا كل البشر حتى أعدائنا. إننا ندهش من الله إذ يظهر عجائب وبالأكثر جدًا عندما يُظهر حبًا للإنسان، عندما يظهر طول أناته علينا. إن كان هذا يستحق الإعجاب في الله فكم بالأولى يستحق البشر الإعجاب بحبهم للجميع فرسالة الكنيسة أن ترد محبة المسيح لها بالحب للبشر من أجل الله تحبهم لا بدافعٍ نفعيٍ، ولا بقصد آخر سوى إعلان حب السيد المسيح لهم. يلتهب قلب المؤمن بالحب نحو إخوته في البشرية فلا يستريح قلبه حتى يجد كل إخوته الذين أحبهم المسيح ومات عنهم قد شاركوه هذا الحب الإلهي وأدركوه معه.إنه في كل وقت مناسب وغير مناسب وفي كل مكان وفي كل عمل شهوة قلبه أن تتسع قلوب بني البشر بالحب الإلهي يقبلونه ويتجاوبون معه .
23 - 10 - 2022, 07:19 AM
العرض الشجري