رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* العطايا الإلهية لم تُلَيِّن عناد قلوبهم. أتريد أن أوضح لك هذا بأمثلة من جميع الأمم؟! أية عطايا قُدِّمتْ لليهود (عند خروجهم من مصر)؟ ألم تقم المخلوقات المنظورة كلها بخدمتهم، وأُعطيتْ لهم وسائل جديدة وفريدة للحياة؟ فإنهم (في البرية) لم يكونوا يذهبون إلى سوق، إنما يأخذون ما يُشترَى بمال مجانًا، ولم يفلحوا أرضًا، ولا استخدموا محراثًا ولا مهَّدوا الأرض للزراعة، ولا ألقوا بذورًا، ولم يحتاجوا إلى أمطار ورياح أو فصول للسنة للزراعة، أو أشعة شمس أو شكل معين للقمر أو طقس معين، ولا شيء من هذا القبيل. إنهم لم يعدّوا الأرض لدرس الحنطة، ولا درسوا حنطة، ولا استخدموا مذراة لفصل الحنطة عن القش، ولا طاحونًا ولا فرنًا ولا أحضروا خشبًا أو نارًا في بيت. ولم يحتاجوا إلى أدوات للعجن... ولا أي نوع آخر من الأدوات الخاصة بالنسج والبناء وصنع الأحذية، بل كانت كلمة الله هي كل شيء بالنسبة لهم. لقد كانت لهم مائدة لم تعدها يد بشرية، أُعدتْ بدون جهادٍ أو تعبٍ. لأنه هكذا كانت طبيعة المن، إنه جديد، وطازج، ولا يحملهم أية مشقة أو جهاد . القديس يوحنا الذهبي الفم |
|