منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 10 - 2022, 01:27 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,266,042

مزمور 39 - الصلاة ومحاسبة النفس




الصلاة ومحاسبة النفس:

أولًا: صلاة من أجل النجاة:


تعتبر الصلاة الواردة هنا من أروع وأعمق الصلوات. فإنه إذ يكتشف الإنسان بطلان الحياة الزمنية مشتاقًا أن يتخطاها ليبلغ اليوم الذي بلا ليل، والواقع الذي لا خيال فيه، يضع كل رجائه في الرب القادر وحده أن يخلصه من العدو الداخلي أي الخطية أو فساد طبيعته ومن الأعداء الخارجيين كحربه مع إبليس والشر الخارجي بروح التقوى، معلنًا استعداده التام للخضوع لله الخالق والمخلص والطبيب، كي يُعالجه بكل الأدوية مهما بلغت مرارتها.
"والآن من هو انتظاري؟ أليس الرب؟
وقوامي من قبله هو" [7].

الآن يضع يديثون - أي الذي يتخطى الزمن - رجاءه كله في الرب، فلا يحطمه الزمن وبطلان الحياة الأرضية، منتظرًا مجيء الرب الذي وضع فيه كل ثقته وكل حبه، يخدمه لا طمعًا في خيرات زمنية بل في واهب العطايا نفسه.
* "والآن"، يقول يديثون هذا "من هو انتظاري؟ أليس الرب؟". هو انتظاري، ذاك الذي يهبتني كل شيء فأستخف به. يهبني ذاته، هذا الذي هو فوق الكل، الذي "به كل الأشياء قد خُلقت"، به أنا أيضًا قد خُلقت بين هذه الأشياء، والرب نفسه في انتظاري!
هل رأيتم يديثون هذا أيها الإخوة؟ هل رأيتهم كيف ينتظر الرب؟ إذن لا يدعو أحد نفسه كاملًا هنا، وإلا يكون قد خدع نفسه وغشها وضللها ومادام لا يمكن أن يكون كاملًا ههنا، فماذا ينتفع الإنسان إن خسر اتضاعه؟
القديس أغسطينوس

إذ يضع رجاءه في الرب يثق فيه كغافر الخطايا، معلنًا قبوله التأديب حتى إن سمح الرب له أن يكون موضع تعييرات الأشرار، إذ يقول:
"طهرني من جميع آثامي،
جعلتني عارًا للجاهل" [8].

يعترف المرتل أن خطيته جعلته موضع سخرية الجاهل وتوبيخه، لقد بكى متضرعًا لا أن يرد له كرامته أمام الجهلاء والأشرار إنما أن يُطهره من جميع آثامه حتى يعبر هذه الحياة الزمنية إلى القدوس في حياة طاهرة مقدسة في الرب.
حقًا، لقد شعر المرتل في ضعفه البشري بمرارة التأديبات الإلهية فطلب أن ينزع عنه هذه السياط، لقد ثقلت يدّ الله عليه حتى شعر كأنه قد فنى. لقد صمت ولم يتكلم مع الجاهل المقاوم له، ليتحدث مع خالقه:
"صممتُّ ولم أفتح فمي لأنك أنت صنعتني.
انزع عني سياطك،
لأني قد فنيت من قوة يدك".

* لأحتمي من الجاهل صرت أبكمًا لم أفتح فمي، لأنه لمن أُخبر عما يجري في داخلي؟ فإنني أنصتُّ إلى قول الله الرب لي في داخلي، "فإنه يتحدث بالسلام مع شعبه" (مز 85: 8).
القديس أغسطينوس

صمت المرتل مع الجاهل، أما مع الرب فدخل في توسل يطلب الرحمة. وهو يعني بالصت أيضًا أنه ليس لديه ما يدافع به عن نفسه أمام خالقه، فقد صمت عن تبرير ذاته، إنما يفتح فاه مترجيًا رأفاته.
تضرع القديس بولس ثلاث مرات لكي يرفع الله عنه شوكة المرض، فكانت الإجابة: "تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل" (2 كو 12: 9). وإذ اختبر الرسول نعمة الله وبركة الضيقات قال: "فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحلّ عليّ قوة المسيح، لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي" (2 كو 12: 9-10).
"أدبت الإنسان بالتوبيخات من أجل الإثم،
وأذبلت مثل العنكبوت نفسه.
بل باطلًا اضطرب كل إنسان" [11].

ليُجددني ذاك الذي خلقني. ليُعد خلقتي من جديد... هذه هي أول هبة لنعمة الله، أن يجعلنا نعترف بتقصيرنا، حتى أننا مهماصنعنا من خير، ومهما توفرت لنا من قدرة، إنما يتحقق ذلك فينا: "من افتخر فليفتخر بالرب" (1 كو 1: 31)، و"حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي" (2 كو 12: 10).
القديس أغسطينوس

خلال تأديبات الله بسبب الإثم يدرك المؤمن أن حياته أشبه بنسيج العنكبوت، وأنه باطلًا يضطرب لأجل الزمنيات.
*حقًا "باطلًا اضطرب كل حيّ". لأن القلق من أجل هذه الأمور هو بحق أمور مزعج ومتعب للغاية. لكن ليس الأمر هكذا في المواضع السماوية. هنا إنسان يتعب وآخر يتمتع، أما هناك فينال كل واحد حصاد تعبه، ينال مكافأةً مضاعفة .
القديس يوحنا الذهبي الفم


ثانيًا: توسل لأجل استجابة الصلاة:

يختتم المرتل المزمور بتوسل إلى الله كي يستجيب صلاته السابقة، مقدمًا هذا التوسل مشفوعًا بدموعه التي لا تجف، وباعترافه بتغربه واشتياقه إلى اجتياز العالم كأرض غربة متمتعًا بغفران خطاياه.
"استمع صلاتي وتضرعي،
وانصت إلى دموعي ولا تسكت عني" [12].

بدأ الصلاة، وإذ تشتدت الضيقة امتلأ قلبه تنهدات فصرخات، وأخيرًا صارت دموعه تتحدث بلغة يعجز اللسان أن ينطق بها.
"لأني أنا غريب على الأرض
ومجتاز مثل جميع آبائي
اغفر لي لكيما أستريح قبل أن أذهب فلا أُوجد أيضًا" [13].

* كان القديسون غرباء ونزلاء في هذا العالم... عاش إبراهيم في كل أموره ينتمي للمدينة الباقية. لقد أظهر كرمًا ومحبة أخوية ورحمة وطول أناة، وزهدًا في الثروة وفي المجد الزمني وفي كل شيء.
* لنكن غرباء كي لا يخجل الله من أن يُدعى إلهنا، لأنه من الخزي لإلهنا أن يُدعى إله الأشرار! إنه يخجل من الأشرار، ويتمجد إذا ما دُعي إله الأبرار والرحماء والنامين في الفضيلة.
القديس يوحنا الذهبي الفم

* انظروا كيف صار داود موضع عجب، إذ تطلع إلى أسلافه الذين عُرفوا بالفضيلة: "لأني أنا غريب على الأرض ومجتاز مثل جميع آبائي".
القديس يوحنا الذهبي الفم

* هكذا أسرع داود إلى الرحيل من هذا الموضع كنزيل، قائلًا: "أنا هارب أمامك على الأرض، ومجتاز مثل جميع آبائي". كنزيل كان مسرعًا إلى وطن كل القديسين؛ أما بالنسبة للدنس الذي يلحق به في سكناه هنا فيطلب عنه المغفرة قبل رحيله من هذه الحياة فمن لا ينال غفران خطاياه هنا لا ينال الحياة الأبدية، لأن الحياة الأبدية هي غفران للخطايا، لذلك يقول: "أغفر لي لكيما أستريح قبل أن أذهب فلا أوجد أيضًا" .
القديس أمبروسيوس
* حررني من خطاياي قبل أن أرحل حتى لا أذهب بآثامي. إنه يشير إلى مجال البركة، إلى المدينة السعيدة، إلى البيت السعيد، حيث القديسون شركاء الحياة الأبدية، شركاء الحق الذي لا يتغير.
القديس أغسطينوس
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الصلاة تطفئ نار النفس
الصلاة هي تقديس النفس
دعوة للتوبة والنقاوة ومحاسبة النفس
الصلاة راحة النفس
الصلاة هى ضياء النفس


الساعة الآن 11:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024