رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَقَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا كُلُوا السَّمِينَ وَاشْرَبُوا الْحُلْوَ، وَابْعَثُوا أَنْصِبَةً لِمَنْ لَمْ يُعَدَّ لَهُ، لأَنَّ الْيَوْمَ إِنَّمَا هُوَ مُقَدَّسٌ لِسَيِّدِنَا. وَلاَ تَحْزَنُوا، لأَنَّ فَرَحَ الرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُمْ. [10] بعث الأنصبة: بعث الأنصبة أثناء الاحتفال بالأعياد يحمل معنى إرسال احتياجات الفقراء، لكي يفرحوا ويحتفلوا مع إخوتهم القادرين. توجد هذه العادة في بعض البلاد، مثل صعيد مصر، حيث يرسل المؤمنون بعض الأطعمة للفقراء، وأيضًا للأقرباء والأصدقاء الحزانى الذين لا يعدون أطعمة العيد. كان طقس عيد الفوريم يشمل إرسال أنصبة لبعضهم البعض (أس 9: 19). أصدر مردخاي أمرًا بحفظ العيد "الشهر الذي تحول عندهم من حزنٍ إلى فرحٍ، ومن نوحٍ إلى يوم طيبٍ، ليجعلوها أيام شربٍ وفرحٍ وإرسال أنصبة من كل واحدٍ إلى صاحبه وعطايا للفقراء" (أس 9: 22). هنا يميز بين بعث الأنصبة إلى الأصحاب والعطايا المقدمة للفقراء، مما يجعل البعض يرى في بعث الأنصبة تبادل العطايا والهدايا الخاصة بالعيد علامة الحب المتبادل. هذا ما أشار إليه سفر الرؤيا عن الأشرار الذين سيتبادلون العطايا أو الأنصبة عند موت الشاهدين، علامة فرحهم بالتخلص منهما. "ويشمت بهما الساكنون على الأرض ويتهللون، ويرسلون هدايا بعضهم لبعض، لأن هذين النبيين كانا قد عذبا الساكنين على الأرض" (رؤ 11: 10) . يُعلّق القديس يوحنا الذهبي الفمعلى تفسير كلمة "إنجيل" كأخبار مفرحة بقوله: [نعم، لأنه عفو عن العقوبة، وغفران للخطايا، وتبرير وتقدّيس وخلاص (1 كو 1: 30)، وتبنّي، وميراث السماوات، ودخول في علاقة مع ابن الله الذي جاء ليُعلن (ذلك) للكل: للأعداء والصالبين وللجالسين في الظلمة. أي شيء يعادل مثل هذه الأخبار المفرحة؟! فقد صار الله على الأرض، وصار الإنسان في السماء، واختلط الكل معًا. اختلطت الملائكة مع صفوف البشر، وصار البشر في صحبة الملائكة والقوات العلويّة الأخرى. هوذا الإنسان يرى الحرب الطويلة قد انتهت، وتحقّقت المصالحة بين الله وطبيعتنا. صار إبليس في خزي، وهربت الشيّاطين، وباد الموت، وانفتح الفردوس، وزالت اللعنة، ونُزعت الخطيّة من الطريق. زال الخطأ وعاد الحق وبُذرت كلمة التقوى في الموضع وترعرعت، وأقيم نظام السمائيّين (العلويّين) على الأرض، ودخلت هذه القوات معنا في معاملات آمنة، وصارت الملائكة تردّد على الأرض باستمرار، وفاض الرجاء في الأمور العتيدة بغزارة .] إذ يأكلون ما يلذ لهم في مخافة الرب، ويطعمون المحتاجين ليشتركوا معهم، فإن سرّ قوتهم لا في الطعام والشراب، إنما في فرحهم بالرب، وطاعتهم لإرادته ببهجة قلب. |
|