إن إنتقال العذراء مريـم ، في كلّ ما يحتويه من حقائق، إعلان لكرامة الشخص البشريّ في نفسه وجسده، ولمصيره الأبديّ الذي يتسأل حوله الكثيرون: ماذا بعد الموت؟ بإنتقالها إلى السماء، بقيت أمومتها في الكنيسة، شفيعة، ترفع صلواتها لأجل أبنائها المسافرين في هذا العالم وسط محنة وتعزيات الله، تتضَرّع من أجلهم وتستمطر عليهم النِعَمْ التي تضمن خلاصهم الأبديّ، فيكتمل نهائيًا عقد المختارين جَميعًا، ولهذا تدعوها الكنيسة: الأُمّ، المحامية، المعينة، المغيثة، الوسيطة، المعلِّمة، المرشِدة. ونحن بدورنا ننشد لها: "وإنّ كان جِسمُكِ بعيدًا منّا، صلواتك هي تصحبنا…".