رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يختبر البار الحياة الأبدية الصالحة: "حد عن الشر واصنع الخير واسكن إلى دهر الدهور" [27]. هذه هي الوصية السابعة حيث يلتزم البار ألا يحد عن الشر فحسب، وإنما يمارس العمل الإيجابي أي يصنع الخير، بمعنى يلتزم البار ألا يتشبه بالأشرار في ممارستهم للظلم وإنما يليق به أيضًا أن يسلك بروح الرب الصالح. هذه الوصية تحمل في ذاتها مكافأة، إذ يلحقها المرتل بالقول "واسكن في دهر الدهور"، وكأن الامتناع عن الشر وصنع الخير هو دخول إلى عربون الحياة الأبدية حيث لا يوجد إثم بل صلاح دائم. الشر يعطي لذة مؤقتة سرعان ما تزول، بل وتتحول إلى مرارة، أما الخير فيدخل بنا إلى تذوق المباهج الإلهية الأبدية. سبق لنا الحديث عن الجانبين: السلبي والإيجابي في حياة المؤمن التقي (مز 34: 13). * لا تظن أنك تصنع خيرًا إن كنت لا تسلب إنسانًا ثيابه. حقً إنك بهذا حِدت عن الشر، لكن يليق بك ألا تقف عند هذا الحد بلا ثمر؛ فالأعظم من عدم سلب ثياب إنسان هو أن تكسو عريانًا. القديس أغسطينوس * يليق بكل من يريد أن يخلص ألا يقف عند الامتناع عن الشر بل يلزمه أن يصنع الخير أيضًا... فالإنسان الذي اعتاد أن يغضب دائمًا لا يكفي أن يكف عن الغضب بل يلزمه أن يتعلم الحلم... هذا هو الحيدان عن الشر وصنع الخير، فكل رذيلة تضادها فضيلة . الأب دوروثيؤوس |
|