كان الطوباويون في السماء لا يشتهون راغبين أن يملكوا مجداً أعظم مما قد حصل كلٌ منهم عليه. بل أنهم جميعاً هم راضون بما قد فازوا به، فمع ذلك يوجد الموضوع لأشتهاء شيءٌ أعظم، يكون هذا ممكناً. ثم كذلك حقٌ هو أن الخطايا المفعولة على الأرض من بعض هؤلاء القديسين قبل تبريرهم منها، لا يمكن أن توجب لهم عنها عقاباً ما في النعيم الأبدي، ولا يعاقب الزمان الضائع منهم على الأرض، أي الذي لم يكتسبوا فيه أستحقاقاً ما. ولكن مع هذا فأمرٌ صادقٌ هو لا يستطاع أنكاره، أن الخير الأوفر أو أعمال البر الأعظم الممارسة على الأرض من البعض منهم، تسبب لهؤلاء فرحاً أعظم وتعزيةً أكمل. ومثل ذلك يحدث للذين حفظوا بر المعمودية غير مدنسٍ، ولم يضيعوا من الزمن شيئاً سدى بدون أعمالٍ ذات أستحقاقٍ. أما مريم البتول فلا ترغب ولا يمكنها أن تشتهي نوال شيءٍ أعظم، اذ أن الظروف المشار إليها لم تلتحق بها أصلاً.