منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 10 - 2022, 01:06 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106

مزمور 35 - توسل لله البار




توسل لله البار:

"دِنْ يا رب الذين يظلمونني،
وقاتل الذين يقاتلونني.
خذ سلاحًا وترسًا،
وانهض إلى معونتي.
استل سيفك وسيَّج مقابل الذين يضطهدونني.
قل لنفسي: إني أنا هو خلاصك!" [1-3].

التعبيرات العسكرية الواردة هنا تحمل مفاهيم رمزية؛ فالحرب الروحية دائرة الآن، ونحن في حاجة شديدة إلى عون قوي من الله. وكما سعى العدو طالبًا نفس داود، هكذا يسعى عدونا وراءنا ليهلك كياننا كله، يُحطم أجسادنا ونفوسنا ويفسد أفكارنا وقلوبنا، ويشوّه طاقاتنا ومواهبنا.
يرفع المرتل دعواه أمام الله العادل كي يدافع عنه وينتقم له. فالمزمور في كليته هو توسل صادر عن قلب له دالة لدى الله وضمير خالص، متمرر بسبب ما يُعانيه من قهر واضطهاد. حقًا، يصعب على الإنسان أن يحتمل الظلم والجحود، لكن بالحياة المقدسة في المسيح يسوع والصلاة بانسحاق يقف الله بجوارنا في صفنا ويعمل لحسابنا.
عندما يسيء أحد إلى مواطن يشكو المواطن أخاه إلى حاكم البلد، كما فعل الرسول بولس حيث رفع شكواه إلى قيصر (أع 25: 11)، فإن لم ينصفه يلجأ إلى ملك الملوك ورب الأرباب، قاضي المسكونة كلها. هكذا إذ وقف شاول الملك وقضاته والقيادات ضد داود النبي، فإلى من يلجأ إلا لله، صارخًا: "دِنْ يا رب الذين يظلمونني". ونحن إذ نجد مقاومة وضيق ندرك أنها ليست صادرة عن اخوتنا إنما عن عدو الخير إبليس الذي يجد بهجته في الخصومات والانشقاقات وبث روح الظلم، لذا نرفع قلوبنا إلى الله الذي وحده يقدر أن ينصفنا من العدو الشرير. شكوانا ليست ضد بشر، لأن محاربتنا ليست مع لحم ودم بل مع أرواح الشر في السمويات، مع قوات روحية وسلاطين الشر (أف 6: 12)، فالعالم كله قد وُضع في الشرير (1 يو 5: 19)... أنها حرب ضد الشيطان وجنوده وأعماله الشريرة.
نطلب من الرب ليس فقط كقاضٍ وإنما كقائد حرب، كمن يحمل السلاح ليتقدم المعركة بنفسه، فنقول له: "قاتل الذين يقاتلونني".
* "إن كان الرب معنا فمن علينا" (رو 8: 31).
إنه لمنظر رائع أن نشاهد الرب لابسًا درعه ليقاتل لحسابنا.
لكن، ما هو درعه؟ وما هي أسلحته...؟ لقد دعى الكتاب المقدس نفس البار سيف الله كما يدعوها أيضًا عرش الله. نفس الصديق هي كرسي الحكمة. فالرب يجعل نفوسنا تتناسب مع مقاصده؛ إنها في يده، دعوة ليستخدمها كما يشاء!


القديس أغسطينوس


ندعوه ليقاتل بنفسه وبأسلحته الإلهية، هو يسمح بالمعركة، وهو الذي يتقدمنا، يهبنا أسلحته، ويعطينا قوة الجهاد، ويمتعنا بالنصرة، ويقدم لنا الإكليل، وهو الذي يُكلل فينا!
يُحدثنا الرسول بولس عن الأسلحة الروحية غير المنظورة القادرة بالمسيح يسوع أن تحطم العدو غير المنظور: ترس الإيمان، خوذة الخلاص، سيف الروح الذي هو كلمة الله (أف 6: 16-17). هكذا يرى الرسول في الإيمان والتمسك بالصليب (الخلاص) والالتصاق بكلمة الله ووعوده هي سلاح المؤمن.
* يا رب أنت تعرف يقظة أعدائي،
وضعف طبيعتي أنت تعلمه يا خالقي.
لأني هأنذا أضع روحي في يديك.
فأسترني بأجنحة صلاحك لئلا أنام نوم الوفاة.
أضيء عيني بعظمة أقوالك...
لأنك صالح وحدك ومحب البشر.


صلاة الستار (قطعة 1)


* يجب أن تكون في نفوسنا غيرة ضد الشياطين.
* يُؤذن للشيطان أن يُحارب القديسين حتى تُمتحن محبتهم لله ويظهروا أنهم محبون لله وثابتون حقًا في محبته.


مار إسحق السرياني


* ليس أقوى من الذي يتمتع بالعون السماوي، كما أنه ليس أضعف من الذي يُحرم منه.
* لا نخشى شيئًا، فإننا لكي نقهر الشيطان يلزمنا أن نعرف مهارتنا لن تفيد شيئًا، وأن كل شيء هو من نعمة الله.


القديس يوحنا الذهبي الفم


يؤكد المرتل أن الأسلحة الروحية في جوهرها ما هي إلا التمتع بالله المخلص نفسه، واهب النصرة، إذ يرتل قائلًا: "قل لنفسي: إني أنا هو خلاصك!" [3]. أي منفعة لي إن هلك إبليس وتحطمت كل أعماله ما لم يكن لي نصيب في حضن الآب، أنعَمُ بالشركة مع ربنا يسوع المسيح، وأحمل روحه في داخلي! خلاصي هو الرب الذي نزل إلى أرضنا لكي يقدم نفسه لي، أتحد به، وأنعم بحياته فيّ! إن كنت أدخل في معركة مع العدو فأنني لا أهوى الحرب في ذاتها، ولا أطلب إكليلًا لو لم يكن الرب نفسه هو إكليلي!
شتان بين أن أقرأ كتابًا عن الخلاص أو أسمع عظة أو أدخل في حوار بخصوص الخلاص، وبين تجلي المخلص نفسه في داخلي ليعلن لي شخصيًا: "إني أنا هو خلاصك"، يقدم نفسه لي خلاصًا بحلوله فيّ!
ينتقل المرتل من التوسل إلى الله للنجاة [1-3] إلى إعلان ما يحل بالمضايقين والمضطهدين من لعنات [4-6]، إذ يقول:
"فليخزَ ويخجل الذين يلتمسون نفسي.
وليرتد إلى الوراء،
ويخز الذين يتآمرون عليّ بسوء" [4-5].

لقد التمسوا نفس السيد المسيح لا ليتمتعوا بها وإنما ليهلكوها، أما السيد فلم يمنع نفسه عنهم، بل قال لهم "من تطلبون؟" (يو 18: 8)، وللحال تحققت النبّوة إذ رجعوا إلى الوراء (يو 18: 6)، أما هو فسّلم نفسه إليهم. لقد طلب منه القديس بطرس أن يهرب من صالبيه، قائلًا: "حاشاك يا رب"، أما هو فقال له: "اذهب عني يا شيطان" (مت 16: 23).
* إذ اسلموا يسوع ليد بيلاطس جلبوا على أنفسهم الهلاك؛ فعلًا حطمهم العدو المستعمر الروماني بالنار والسيف، وأحرق كل أرضهم، حتى الهيكل المقدس الموقر الذي كان في وسطهم.


البابا كيرلس الإسكندري


* "فليخز ويخجل الذين يطلبون نفس" [4]. إنه لم ينطق باللعنات ضد الذين سببوا له خسارة مالية، أو سلبوا أرضًا، أو خططوا لتصفيته جسديًا، إنما صرخ ضد الذين يخططون شرًا ضد نفسه. ما هو تخطيط الشر ضد النفس إلا التغرب عن الله؟ لا يمكن للنفس البشرية أن تتغرب عن الله إلا إذا كان ذهنها مستعبدًا للشهوات... هذا هو معنى صلواته، أن ينصره الله على أعدائه، وهؤلاء الأعداء هم الشهوات.


القديس غريغوريوس أسقف نيصص


هكذا يرى بعض الآباء أن المرتل يصرخ ليس ضد أعداء خارجين إنما ضد أعداء في الداخل، ضد الخطايا والشهوات المفسدة لعلاقته بالله، والمحطمة لحياته الأبدية.
"وليكونوا مثل الهباء أمام وجه الريح،
وملاك الرب يضيق عليهم" [5].

يُقصد بالهباء العصافة؛ ربما يتصور المرتل السيد المسيح كفلاح يذري المحصول لكي يفصل القمح عن العصافة والأتربة الخفية وذلك بفعل الريح. هكذا يفصل السيد المسيح بروحه القدوس الخطايا والشهوات ويطردها خارج القلب. لا تقدر الخطايا أن تصمد أمام روح الله القدوس الذي يحيا في قلوبنا، هيكل الله. إنه يهبنا برّ المسيح عاملًا فينا إن تجاوبنا مع عمله.
في النص العبري جاءت كلمة "الهباء"، وسواء كانت هباءً أو عصافة أو ترابًا، فإن المرتل يفضح العدو الذي وإن كان شرسًا وعنيفًا، وإن كانت الخطية خاطئة جدًا، لكن أمام الروح القدس الساكن فينا يصير العدو إبليس كالعصافة في مهب الرياح أو كذرّات تراب بلا قوة ولا قيمة!
ليتنا لا نخاف إبليس ولا الخطية فإن الروح القدس يهبنا قوة محولًا حياتنا من التراب إلى السماء! ويرسل الرب ملائكته ليدحر الشرير وكل أعماله من أمامنا.
حدثنا المرتل في المزمور السابق عن ملاك الرب الحاّل حول خائفي الرب يخلصهم، وهنا يظهر ذات الملاك ليضيّق على من ضايقوا الأتقياء... إنه يفرح قلوب الصالحين ويهلك الأعداء الأشرار المصرين على عدم التوبة. عندما صلى حزقيا الملك أرسل الله ملاك وضرب من أجله جيش أشور فانهزم، إذ قُتل في ليلة واحدة 185.000 مثل عصافة أمام وجه الريح.
"لتكن طريقهم ظلمة وعثرة،
وملاك الرب يضطهدهم" [6].

هم يضطهدون أولاد الله الذين يتشبهون بملائكته، فيرسل الله ملاكه يضطهدهم. في كبريائهم رفضوا السيد المسيح الوديع والمتواضع القلب، رفضوا شمس البر فصار طريقهم ظلمة وعثرة. من لا يقبل المسيح طريقًا له يصير إبليس طريقه، عوض النار يختار الظلمة.
بكى إرميا النبي شعبه الذي اختار بكبريائه الظلمة طريقه، إذ يقول: "اعطوا الرب إلهكم مجدًا قبل أن يجعل ظلامًا، وقبلما تعثر أرجلكم على جبال العتمة، فتنظرون نورًا، فيجعله ظل موتٍ، ويجعله ظلامًا دامسًا؛ وإن لم تسمعوا ذلك فإن نفسي تبكي في أماكن مستترة من أجل الكبرياء، وتبكي عينيَّ بكاءً، وتذرف الدموع، لأنه قد سُبي قطيع الرب" (إر 13: 16-17).
كان يليق بهم وقد انحرفوا إلى طريق الظلمة، وصار ملاك الرب يضطهدهم، أن يرجعوا إلى الرب يطلبونه نورًا لهم. لكنهم عوض التوبة نشبوا فخاخًا في الظلام يصطادون بها نفوس الأبرار، فإذا بهم يسقطون هم فيها. هذه هي خبرة داود النبي الطويلة مع شاول الملك الذي سيطرت مملكة البغضة ضد داود في قلبه فكرس بقية أيام حياته وكل قدراته وإمكانياته بل وإمكانيات مشيريه لهدم داود وقتله... فإذا به يلقي بنفسه في الهاوية ويزداد داود مجدًا وبهاءً أمام الله والناس، إذ يقول المرتل:
"لأنهم مجانًا أخفوا لي فساد فخهم،
وعيّروا نفسي باطلًا.
فليأتهم الفخ الذي لا يعلمونه؛
والمصيدة التي أخفوها تعرقِّلهم.
وفي الفخ يسقطون.
أما نفسي فتفرح بالرب وتبتهج بخلاصه" [7-9]

يتسم الأشرار بالعمى الداخلي والغباوة؛ ينصبون الشباك للأبرار في طريق مظلم بلا سبب، وسرعان ما ينسونها، ليعبروا هم عليها فيسقطون فيها بسبب عمى بصيرتهم.
يزرع الأشرار أشواكًا في الظلمة لتحطيم الأبرار فإذا بها تنفذ في أجساد زارعيها؛ ينصبون الشباك فتمسك بهم؛ يسعون وراء هلاك الغير فيدمرون أنفسهم. هلاكهم يحل على رؤوسهم من خلال أعمالهم، وكما يقول الحكيم: "من يحفر حفرة يسقط فيها، ومن يدحرج حجرًا يرجع إليه" (أم 26: 27). الصليب الذي أعده هامان لمردخاي صُلب هو عليه، والصليب الذي أعده الشيطان ليُحطم مملكة المسيح حطم مملكة إبليس ذاتها!
ينشغل الأشرار بالفخاح والمكائد فيقتنون عمل أيديهم فخاخًا ومرارة، أما الأبرار فينشغلون بالله السامع صلواتهم والمهتم بخلاصهم فيقتنوه سرّ فرحهم الحقيقي، يفرحون بالرب ويبتهجون بخلاصه. هنا نلاحظ أن نفس البار لا تنشغل بالنجاة من الضيق في ذاته، إنما بالرب الذي يتجلى وسط الضيقات ويعطي خلاصًا.
* الوصية عامة بالنسبة لهم: "افرحوا أيها الأبرار في الرب" (مز 9: 14؛ 35: 9؛ 33: 1) وذلك لكي يجتمعوا معًا ليترنموا بهذا المزمور العام الخاص بالأعياد: "هلم نفرح بالرب" (مز 95: 1)، لا بأنفسنا.


البابا أثناسيوس الرسولي




"جميع عظامي تقول: يا رب من مثلك؟!
المنقذ المسكين من أيدي من هو أقوى منه!
والفقير والبائس من أيدي الذين يختطفونهما" [10].

إذ تفرح نفس المرتل برؤيتها المخلص تصرخ أعماقها الداخلية، أو هيكل كيان إنسانه الداخلي (عظامي): "يا رب من مثلك؟!". تقتبس ما سبق أن قاله موسى: "يا رب، من مثلك معتزًا في القداسة، مخوفًا بالتسابيح، صانعًا عجائب!" (خر 15: 11). لعل المرتل رأى السيد المسيح مخلصه من الأعداء الحقيقيين مرفوعًا على الصليب لأجله، فصرخ: "يا رب من مثلك؟!" لقد أنقذتني أنا المسكين من أيدي العدو القوي الذي خطط لاختطافي وافتراسي! من مثلك في الحب يا من مُت لأجلي؟ من مثلك في القدرة إذ تهبني قوة قيامتك؟! من مثلك في القداسة يا من تقدسني بروحك القدوس؟!
توقف المرتل عند قوله "من مثلك؟!" إذ استغرق في حب الله وعنايته وحنوه وقدرته إلخ... مدركًا أن المخلص يُريد أن يهبه ذاته ليحمل قدراته، فيعيش غالبًا للعدو القوي، ومتمتعًا بشركة المجاد.
هذا هو عمل الكنيسة الحقيقية أن تُسبِّح مخلصها قائلة: "يا رب من مثلك؟!"، لقد دخل بيت القوي (إبليس) ونهب أمتعته (نفوس المؤمنين) بعد أن ربطه بالصليب (مت 12: 29)، وجرَّده وشهّر به جهارًا ظافرًا به (كو 2: 15)! تسبح رأسها الذي هو قوتها ومجدها وبرها وقداستها وميراثها الأبدي. صار فقيرًا ليلتقي بها في مسكنتها واهبًا إياها غناه، ونزل إلى أرضها لكي يحل أسرها وينطلق بها إلى حضن أبيه السماوي!
باسم الكنيسة كلها يترنم المرتل وسط ضيقته، واثقًا في خلاص الرب، قائلًا: "يا رب من مثلك؟!" وكما يقول مار إسحق السرياني في عظته "عن عمل النعمة": [إنه إذا استحق إنسان أن يتقبَّل قوة الله في نفسه، تُبتلع أفكاره في دهشة مروعة، فتصمت حواسه، ويعجز لسانه عن الكلام، لكن حتى عظامه في صمتها تمجد الله!].
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 106 | توسل وتسبيح
مزمور 83 | توسل للخلاص
مزمور 39 - توسل لأجل استجابة الصلاة
مزمور 35 - المزمور كله توسل قوي إلى الله العادل
مزمور 13 - توسل


الساعة الآن 09:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024