منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 10 - 2022, 05:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,063

مزمور 34 - شكر من أجل النجاة






مزمور 34 - شكر من أجل النجاة



ما حملته رسالة بطرس الرسول الأولى (الأصحاحان 2، 3) وغيرها من الرسائل الأخرى من اقتباسات زاخرة في هذا المزمور، وما ظهر من أصدائه عليها، لهو دليل قوي على ما تدين به كل الأجيال لهذا المزمور.
كتب داود النبي هذا المزمور عندما غيّر عقله أمام أبيمالك، متظاهرًا بالجنون، فطرده الملك. لقد ذهب داود النبي مرتين إلى أرض الفلسطينيين؛ المرة الأولى كان بصحبة عدد قليل من الرجال (1 صم 21: 4-15)، وقد ملأه الخوف إذ جاء إلى جت مدينة جليات الجبار الذي قتله داود، وقد جاء يحمل سيف بطلهم، فثاروا ليقتلوه. لقد وجد أرامل وأيتامًا ترملن وتيتموا بسبب داود، ولم يكن ممكنًا أن يستضيفوه كطريد شاول، إنما حسبوه جاسوسًا خبيثًا ومتهورًا. قُدّم للملك فلم يجد وسيلة للخلاص إلا بالتظاهر بالجنون، فقد تمتع المجانين بامتيازات، منها عدم معاقبتهم على تصرفاتهم، كما حسب البعض أن بهم روحًا يخافونه ويرهبونه.

طرده الملك فهرب إلى مغارة عدلام، وقد نظم هذا المزمور بهذه المناسبة: في المرة الثانية جاء إلى جت (1صم 27-29) ومعه ستمائة جندي وعائلته، فلم يتشكك الفلسطينيون في أمره، خاصة وأن مطاردة شاول له صارت علانية ومتكررة عرفتها الأمم المحيطة.

رحب به ملك جت وأعطاه صقلغ ليسكن فيها،ربما ليكون سندًا له، أو ليقيم منه ومن رجاله قوة مضادة لشاول. مكث هناك سنة وأربعة أشهر.
في عدلام "اجتمع إليه كل رجل متضايق، وكل من كان عليه دين، وكل مرّ النفس، فكان عليهم رئيسًا، وكان معه نحو أربعمائة رجل" (1 صم 22: 2).
لقد أخفق إخفاقًا ذريعًا ولم يسلك بالإيمان. لا يمكننا أن نبرر صنيعه هذا أمام الملك، متظاهرًا بالجنون لخداعه. فالحق والإخلاص والصراحة هي أمور حتميّة يلتزم بها المؤمن في كل الظروف لا مناص منها، فلا يليق برجل الله أن يلجأ إلى طريق خداع يحمل ضعف إيمان، وإن كان أولئك الذين يبررون ما تتطلبه فنون الحرب واستراتيجيته يوافقون على هذا المسلك الخادع الذي لجأ إليه داود!
إن كان داود النبي قد ضعف فالرب لم يخذله، وإنما برحمته خلصه. لهذا امتلأت نفس داود بالتسبيح، مقدمًا الشكر لله على الدوام من أجل معونة نعمته ورأفته المتحننة.
لا توجد صعوبة بخصوص اسم الملك، فقد ورد في السجلات التاريخية أنه "أخيش"، وجاء هنا "أبيمالك"؛ فقد كان "أبيمالك" لقبًا يخص ملوك الفلسطينيين آنذاك، وهو يعني: "أبي يملك"، وذلك كما كان لقب "فرعون" خاص بملك مصر قديمًا، و"قيصر" لأباطرة الرومان، و"أجاج" لملوك عماليق.
من جهة مادة المزمور، لا يبدو فيه تناقض؛ فإن كان داود قد سلك بما لا يتفق مع الإيمان، بل في خوف وعدم إيمان، لكنه مع ذلك لم يتكل على تصرفاته وإنما كان في أعماق قلبه واثقًا بالرب. وحينما صار في أمان مختبئًا في مغارة عدلام اعترف بفشله المخزي أمام الرب، وحسب خلاصه ليس ثمرة تصرفاته إنما هو عطية إلهية من قِبَلْ صلاح الله. هذا ما ملأ نفسه بروح التسبيح لتفيض بهجة تشيد بصلاح الرب ومراحمه.
من جهة لغة المزمور فهو من المزامير الهجائية، يقترب في بنيانه من المزمور 25، كلاهما يبدأن بالحروف الأبجدية العبرية بالترتيب، ولكن حرف vow محذوف.
أخيرًا فإننا حينما نشعر أننا قد فقدنا كل شيء، وأننا قد أخفقنا تمامًا نجد في المزمور 34 العون، إذ يشجعنا على المثابرة. في هذا المزمور كما في أمثلة القديسين العظماء المذكورين في (عب 11) نختبر عذوبة صلاح الله؛ ومن ثم نقدر أن نشترك في ترديد تسبحتنا السماوية هنا على الأرض. نحتمي في الله هنا كعربون للسلام الأبدي.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أنت ستر لي من الضيق تحفظني بترنم النجاة تكتنفني | مزمور ٣٢ : ٧
مزمور 39 - صلاة من أجل النجاة
بالتشكيل (مزمور 116) شكر بعد النجاة
حبل النجاة
مزمور 34 (33 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير - شكر من أجل النجاة


الساعة الآن 01:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024