أن القديس يوحنا الرسول قد شاهد رسم البتول المجيدة في تلك الأمرأة التي رآها ملتحفةً بالشمس دائسةً على القمر، حسبما كتب لنا بقوله: وظهرت آيةٌ عظيمة في السماء أمرأةٌ ملتحفةٌ بالشمس، والقمر تحت رجليها، وعلى رأسها أكليلٌ من أثني عشر كوكباً: (أبوكاليبسي ص12ع1) فالمفسرون يفهمون موضحين بالقمر خيرات هذه الأرض. التي هي عابرةٌ زائلةٌ ناقصةٌ نظير القمر. فهذه الخيرات الأرضية كافةً لم تحوها مريم قط في قلبها. بل دائماً أحتقرتها تحت رجليها عائشةً في الأرض نظير اليمامة المحبة التوحد والأنفراد، من دون أن يوجد فيها تعلقٌ ما نحو شيء من الموجودات الزمنية.