يقول ثاوفيلوس الأسكندري: " أن يسوع المسيح يسر جداً حينما تتضرع إليه مريم والداته من أجلنا. لأن جميع النعم التي يمنحناها تعالى حينئذٍ لأجل توسلات مريم، لا يعتدها موهوبةً لنا بمقدار ما يعتبرها أنها معطاة منه لأمه هذه عينها". فلاحظ هنا كلماته المذكورة بقوله عن يسوع المسيح: أنه يعتبر تلك النعم ممنوحةً منه لأمه عينها. على أنه كما يقول القديس جرمانوس: أن يسوع المسيح لا يقدر أن لا يستجيب مريم في كل شيء تطلبه منه، مريداً بذلك على نوعٍ ما أن يطيعها خاضعاً لها بحسب كونها والدته، لأن تضرعات هذه الأم الإلهية لها نوعٌ من الولاية لدى أبنها. ومن ثم هي تستمد منه الغفران للخطأة الأكثر أثماً الذين يلتجئون إليها.*