رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تصرف وجهك عني، ولا تمل بالرجز على عبدك" [7-9]. أحاط بالمرتل أعداءه فصار يُصلي طالبًا العون من الله نوره، لكنه إذ يُعاين النور الإلهي ينسى أعداءه، سائلًا الله أن يشرق عليه، فينعم بوجه الله. في النص العبري: "قلت: اطلبوا وجهي"، ربما تذكّر داود النبي الدعوة المملؤة نعمة أو الوعد الإلهي أننا إن طلبنا وجهه لا يحجبه عنا. بينما كان المرتل معذبًا بالتفكير في الضيق الذي جلبه على نفسه خلال الخطية، تشرق في مخيلته ذكريات كنور وسط الظلام، ويستدعى في ذاكرته تلك العهود التقليدية التي يلتزم بها وكلمة الله التي تعبّر عن الوصية والوعد في آن واحد: "اطلبوا وجهي". عوض الارتباك بالأعداء وتهديداتهم ينشغل المرتل بوصية الله ووعده، يوصينا أن نطلب وجهه، وتحسب هذه الوصية وعدًا، إذ يحقق لنا طلبتنا فننعم بالتطلع إليه. حجب وجه الله أو اخفاؤه يعني رفضه كقاضي أن يستمع إلى قضيتنا وأن يحكم بخلاصنا. ربما يُريد المرتل القول: إنني أعرف أن خطاياي كثيرة التي تحجب وجهه عني، فأنت ترفضني بسبب عدلك وبرك، لكنك إله رحوم قادر أن تخلص. * حجب وجهه بسبب خطايانا لا يعني انصرافه عنا في غضب؛ فقد يحوّل وجهه عن خطاياك لكنه لا يحوله عنك شخصيًا. القديس أغسطينوس أننا نصرخ مع المرتل ألا يعود فيذكر خطايانا بل يذكر نفوسنا الخاطئة لتتقبل بالتوبة رحمته، وإلا يحجب وجهه عنا بل عن خطايانا فنرجع إليه، نراه ويرانا! لذا يكمل المرتل صلاته، قائلًا: "لا ترفضني يا الله مخلصي" [9]. * "لا ترفضني يا الله مخلصي" [9]. لا تستخف بجسارة مائت يطلب الأبدي، لأنك أنت يا الله تشفي الجرح الذي تركته خطيتي. القديس أغسطينوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | توسلت إلى وجهك بكافة قلبي |
مزمور 17 -من وجهك ليخرج قضائي |
لا تصرف وجهك عني لئلا اشابه الهابطين في الجب |
اجعلني دائما معك ولا تصرف وجهك عني |
حتى متى تصرف وجهك عني؟ |