رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذ يتمتع المؤمن بنقاوة القلب وطهارة اليدين، أي قداسة الأعماق والأعمال، تستطيع أذناه الداخليتان أن تسمعا صوت التسبيح الملائكي وتتجاوب معه بالفرح الداخلي وتهليل النفس ولهج اللسان بالتسبيح والتماجيد حيث يعلن الإنسان بحياته الداخلية وسلوكه عن عجائب الله معه، فيقول: "لكيما أسمع صوت تسبيحك، وانطق بجميع عجائبك" [7]. لعل داود النبي يُريد أن يقول بأنه وسط كل افتراءات الأعداء لا تميل اذناه إلى كلماتهم ولا ينشغل فكره حتى بالدفاع عن نفسه أمامهم، لأن صوت التسبيح المفرح يملأ كل كيانه ويشبع حياته، فعوض الشكوى ضد الأعداء أو التذمر على ما يحل به، يتحدث عن كل أعمال الله العجيبة التي ترفعه كما إلى الحياة السمائية بالروح القدس. يرى القديس أغسطينوس أن الآية "لكيما أسمع صوت تسبيحك" تعني أن صوت الروح القدس في تماجيد الكنيسة يعلمني كيف أُمجدك. كما يقول أيضًا: [إن تسمع الله لا يعني أن تلتقط الأصوات المسموعة. كم من أناس صُمّ لا يسمعون الله! يلزمك أن تسمع صوت التمجيد هكذا بأنك لا تمجّد ذاتك قط، مهما كُنت صالحًا. الاتضاع يجعلك صالحًا والكبرياء يجعلك خاطئًا[527]]. * لكيما أسمع صوت التسبحة"... كثيرون لهم آذان، لكنهم ليست تلك الآذان التي تحدث عنها يسوع عندما صرخ قائلًا: "من له أذان للسمع فليسمع" (مت 13: 9)... أن تسمع صوت التسبحة يعني أن تدرك داخليًا أن كل ما كان فاسدًا فيك بالخطية مصدره ذاتك، وأن كل ما هو جيد، كل ما يُعمل للصلاح مصدره الله. هكذا يجب عليك أن تسمع صوت التسبيح بأن لا تمجد ذاتك قط، مهما كانت فضيلتك وإلا تصير ملومًا... القديس أغسطينوس |
|