قال الربّ وكرّر لتلاميذه: “ها نَحنُ صاعِدونَ إِلى أُورَشَليم، فابنُ الإِنسانِ يُسلَمُ إِلى عُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبة، فيَحكُمونَ عليه بِالموت، ليسخروا منه ويجلدوه ويصلبوه ويُسلِمونَه إِلى الوَثنيِّين” (مت 20: 18). وحين قال ذلك، رآهم يصابون بالتردد والحزن وغاب عنهم أيّ عزاء.
كان يعرف أنّ عليهم أن يرزحوا تحت ثقل الآلام، حتّى لا يبقى فيهم أيّ شيء من حياتهم، أيّ شيء من إيمانهم، أيّ شيء من نورهم الخاصّ، بل العكس، لكي يُظلم عتم الليل شبه التام قلوبَهم لقلّة إيمانهم. لذلك أطال موت لعازر أربعة أيّام… من هنا، قال الربّ لتلاميذه: “قد ماتَ لَعاَزر ويَسُرُّني، مِن أَجْلِكُم كي تُؤمِنوا، أَنِّي لم أَكُنْ هُناك. فَلْنَمْضِ إِلَيه!” (يو 11: 14-15) – “كي تؤمنوا”. كان موت لعازر إذًا ضروريًّا حتّى يقوم إيمان التلاميذ من الموت مع لعازر.