البتول النقية عندما سمعت كلام المدح والنعت والتقريظ بالنوع المتقدم ذكره، أنها لم تجب بشيء عن هذا، بل أنها أضطربت من ذاك الكلام، وفكرت ما هذا السلام، ولكن لماذا هي أضطربت، أهل خوفاً من الخداع. أم حياءً من دخول رئيس الملائكة إليها بصورة رجلٍ، كما فسر ذلك بعض العلماء، كلا، بل أن نص كلمات الإنجيل عن هذا التبشير هو واضح اذ يقال: فلما سمعت أضطربت من كلامه: كما ينبه أوسابيوس الأميساني، بأن الإنجيل لم يقل أنها أضطربت من منظره بل من كلامه، فاذاً أنما كان قلقها وأضطرابها جميعه صادراً من قبل عمق تواضعها، عندما سمعت ألفاظ ذاك المديح البعيد بجملته عن روح أتضاعها. †