هذا الَّذي قُلتُ فيه: يأتي بَعْدي رَجُلٌ قد تَقَدَّمَني لأَنَّه كانَ مِن قَبْلي.
" قَبْلي" فتشير الى شهادة يوحنا المعمدان الذي يلمِّح الى ان يسوع الذي جاء بعده في التاريخ وحيث أنه صار جسداً، فقد دخل في الزمن، في تاريخ البشر لكن يفوقه في أصله ورسالته الإلهية؛ وبالرغم من ان يوحنا كان واعظا مشهوراً وقد جذب اليه جموعا كثيرة، الاَّ انه اعطى يسوع المكانة الأسمى "أَنتُم بِأَنفُسِكم تَشهَدونَ لِي بِأَنِّي قُلتُ إِنِّي لَستُ المَسيح، بل مُرسَلٌ قُدَّامَه. مَن كانَت لَه العَروس فهوَ العَريس. وأَمَّا صَديقُ العَريس الَّذي يَقِفُ يَستَمِعُ إِلَيه فإِنَّه يَفرَحُ أَشدَّ الفَرَحِ لِصَوتِ العَريس" (يوحنا 3: 28-29)، وذلك دليل على تواضع يوحنا كما صرّح "لا بُدَّ له مِن أَن يَكبُر. ولا بُدَّ لي مِن أن أَصغُر" (يوحنا 3: 30).