رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رسالة يوحنا النبوية من خلال مظهره ومأكله يصف متى الإنجيلي يوحنا المعمدان بقوله "كانَ على يوحنّا هذا لِباسٌ مِن وَبَرِ الإِبِل، وحَولَ وَسَطِه زُنَّارٌ مِن جِلْد. وكان طَعامُه الجَرادَ والعَسلَ البَرِّيّ. " وكان هذا لباس الأنبياء (زكريا 4:13). لقد قدّم متى الانجيلي هذا المظهر ليتذكّر اليهود إيليّا النبي الغيور، فقد جاء يوحنا المعمدان كإيليّا يسبق الرب. ويوحنا المعمدان الذي قدّر له أن يكون إيليا الجديد (لوقا 1: 16 -17)، يذكّرنا بالنبي إيليا العظيم بملبسه وبطريقة الحياة الخشنة (متى 3: 4) التي مارسها في البريّة منذ شبابه، لم يلبس يوحنا الملابس الطويلة كالفرّيسيّين، ولا الملابس الناعمة كحاشية الملك، وإنما ارتدى الملابس اللائقة بالدعوة للتوبة. تحوّل يوحنّا عن كلّ شيء من أجل أن يتطلّع إلى الربّ فقط. ليس لديه أيّ شيء في الصحراء؛ كلّ ما كان يملك هو ثوبه من وبر الإبل وأيّ طعام استطاع أن يجده في الصحراء. إنّ يوحنّا يعيش الرسالة الّتي كان يُعلنها. ويعلق العلامة أوريجانوس "كانت صرخات يوحنا لا تخرج من فمه فحسب، وإنما تنطلق من كل حياته، تعلنها حياته الداخليّة ومظهره الخارجي، حتى ملبسه كان أشبه بعظة صامتة وفعّالة، وأيضًا طعامه". |
|