نأخذه من الطبيعة هو نكران الذات:
نأخذ هذا الدرس من الجذور مثلًا. فهي قابعة في الأرض لا تظهر، بينما هي تحمل الشجرة كلها وكلما تزداد الشجرة كلها، وكلما تزداد الشجرة ارتفاعا، تزداد الجذور تشعبًا واختفاء في الأرض، لكي تتمكن من نزولها إلي أسفل، إن تعطي فرصة ترتفع بها الشجرة إلي فوق هل تسمي هذا بذلًا أم محبة، أم أتضاعًا أم إنكارًا للذات أم خدمه للآخرين،أم كل هذا معًا؟ وإنه لكذلك.. تري لو أصابت الجذور مشاعر من الغيرة، فحسدت الجذع والساق والأغصان والأوراق علي ظهورها ومديح الناس لها، واشتهت أن تكون مثلها..! فترك الجذر أرضه واختفاءه وصعد إلي فوق مثل الأغصان الراقصة في الهواء؟! أما كانت تنهار الشجرة كلها. ولكننا نشكر اله، لأن الجذور لا تنصرف هكذا، فهي تواضعها، ولا تغار..