منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 08 - 2012, 01:48 PM
الصورة الرمزية magdy-f
 
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  magdy-f غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593


الدليل المبسط
في
علم آباء الكنيسة

القمص تادرس يعقوب ملطي

الدليل المبسط في علم آباء الكنيسة

كنيسة الشهيد مار جرجس باسبورتنج

علم الباترولوچي
"علم آباء الكنيسة"


يبحث علم الباترولوچي في حياة آباء الكنيسة الأولى وأقوالهم وكتاباتهم وأفكارهم اللاهوتيّة والروحيّة والمسكونيّة الخ. فإن كان المسيحيّون اليوم يشتاقون نحو التعرّف على إيمان الكنيسة الأولى الجامعة، وإدراك روحها وفكرها، فإن هذا هو عمل علم الباترولوچى، لأن قصّة الآباء هي قصّة حياة الكنيسة الأولى من كل جوانبها: التعبّديّة والكرازيّة والرعويّة والاجتماعيّة؛ قصّة الكنيسة الحيّة التي تحتضن بالحب الإلهي أولادها، وتواجه العالم الوثني لتدخل به إلى دائرة حب اللَّه بالإيمان، كما تواجه الهراطقة وأصحاب الانقسامات لا لتحطيمهم بل لتحطيم ما هو شر فيهم، فنقتنيهم أبناءً لها، بفكرٍ إنجيلي عملي.

الكتاب الأول

حول علم الآباء

v مفهوم علم الباترولوچي.

v تاريخ علم الباترولوچى.

v لغة الآباء ونصوص كتاباتهم.

v تصنيف كتابات الآباء.

v الخط العام للتراث الآبائي.


مفهوم علم الباترولوچي

موضوع علم الباترولوچي

كلمة "Patrologia" مأخوذة من الكلمة اللاتينيّة Pater، أي "أب"، فعلم الباترولوچي هو العلم الذي يبحث في حياة الآباء الأولين وأعمالهم (أقوالهم وكتاباتهم) وأفكارهم[1]. دراسة سيرة الآباء أو حياتهم أمر حيوي، يسندنا في تفهّم شخصياتهم ومعرفة الظروف المحيطة بهم، والتي من خلالها سجّلوا لنا كتاباتهم[2]. أما أعمالهم سواء كانت أقوالهم أو كتاباتهم أو رسائلهم، فهي جزء لا يتجزّأ من تاريخ حياتهم. أما الجانب الرئيسي في هذا العلم، فهو الكشف عن فكر الآباء وعقائدهم وتعاليمهم، بالدخول إلى روح الآباء والتعرّف على النقاط التي ركّز عليها كل أب، ودراسة آرائه على ضوء الصراعات المعاصرة له. يلزم دراسة تعاليم كل أب وشروحاته وتعليقاته على ضوء صوت الكنيسة الجامعة، بكونه عضوًا في الجسد الواحد.

يلقَّب إبراهيم وإسحق ويعقوب بطاركة "آباء" إسرائيل[3]، وكان اللقب الرسمي للكتبة في التقليد اليهودي هو "آباء".

وفي كنيسة العهد الجديد نسمع في استشهاد القدّيس بوليكاربوس جماعات اليهود والوثنيّين يصرخون: "هذا هو أب المسيحيّين"[4]. وحين دافع القدّيس أثناسيوس عن استخدام تعبير "أمونسيوس" ذكر أن الآباء استخدموه، قاصدًا بتعبير "الآباء" القدّيسين ديونسيوس السكندري وديونسيوس الروماني وغيرهما[5].

v عندما يتعلّم إنسان من فم آخر يُقال عنه أنّه ابن ذاك الذي يعلّمه، ويُحسب الأخير أباه[6].

القدّيس إيريناؤس

v الكلام ابن النفس، لهذا ندعو الذين يعلّموننا آباء لنا... ويُحسب الذي يتعلّم في خضوع الابن[7].

القدّيس إكليمنضس السكندري

في علم الآباء لا يُحصر تعبير "آباء" على الأساقفة والكهنة والشمامسة الذين لهم تراث أدبي روحي أو لاهوتي، وإنّما يضم المدافعين عن الإيمان المسيحي في القرون الأولى، كما يضم الرهبان الذين هربوا من الكهنوت لكنّهم تلمذوا كثيرين بفكرٍ نسكيٍ إنجيليٍ.

يُشترط في الأب الآتي:

1. أن يكون له مقالات أو كتب أو رسائل أو أقوال سجّلها له أبناؤه.

2. أن يكون أرثوذكسي – مستقيم – المعتقد، يعيش بروح الكنيسة. هذا وتستفيد الكنيسة بتراث بعض الشخصيّات التي عُرفت بخصوبة إنتاجها مع ارتباطهم بالكنيسة، وإن كانوا قد سقطوا في بعض الانحرافات مثل العلاّمة ترتليان وتاتيان وأوريجينوس الخ. كما يعطي علم الباترولوچي اهتمامًا بكتابات الهراطقة أيضًا والكتب الأبوكريفا (المزوّرة) لنتفهّم جو الكنيسة الأولى، ونتعرّف كيف شهدت الكنيسة للحق بالرغم من مقاومة الهراطقة.

3. قداسة الحياة: فنحن ندرس هذا العلم من أجل التمتّع بالحياة الكنسيّة الإنجيليّة الأصيلة.

4. يضع بعض علماء الباترولوچي شرط "الزمن" بمعنى أن يكون الأب منتميًا إلى الكنيسة حتى زمن معين، حدّدها البعض بالقرن السادس وآخرون بالقرن الثامن، ويرى آخرون أن عصر الآباء ممتد مادام روح الرب يرافق الكنيسة ويعمل فيها، لهذا لا ينقطع عنها آباء قدّيسون معلّمون[8].

5. يضع الكاثوليك شرط القبول الكنسي للأب، لكننا بروح الكنيسة الأرثوذكسيّة لا تقوم الكنيسة بتقنين "اللاهوت الآبائي" في كل كلمة، ولا تقدّم فهرسًا إلزاميًا عن الآباء وتراثهم، إنّما تكتفي في مجامعها بفرز الكتابات والآراء المنحرفة إيمانيًا وتحذر منها، كما تحرم الهراطقة من شركتها حتى يرجعوا عن ضلالهم.

سلطان الآباء

يمثّل الآباء القدّيسون فكر الكنيسة الجامعة الذي تسلّمته من الرسل بفعل الروح القدس الذي يعمل بلا انقطاع في حياة الكنيسة. يتحدّث عنهم القدّيس أغسطينوس، قائلاً: [تمسّكوا بما وجدوه في الكنيسة، عملوا بما تعلّموه، وما تسلّموه من الآباء وأدعوه في أيدي الأبناء[9]] ، [من يحتقر الآباء القدّيسين ليعرف أنّه يحتقر الكنيسة كلّها[10].]

يقوم هذا السلطان على عاملين: عامل طبيعي، إذ اتّسم الآباء بالحياة القدسيّة والأمانة في استلام وديعة الإيمان الحيّ من أيدي الرسل، لذلك هم أقدر على الشهادة للحياة الكنسيّة من كل جوانبها، خاصة وأنهم يحملون الفكر الواحد، بالرغم من اختلاف الثقافات والمواهب والظروف، مع بُعد المسافات بين الكراسي الرسوليّة وصعوبة الاتصالات في ذلك الحين.

والعامل الثاني إلهي، حيث عاش الآباء منحصرين بالروح القدس، قائد الكنيسة ومرشدها إلى كل الحق، يحفظها داخل دائرة صليب المسيح.

هذا لا يعني عصمة الآباء كأفراد، وإنّما تعيش الكنيسة الجامعة ككلٍ محفوظة بروح الرب.

كيف نستخدم كتابات الآباء؟

1. لا يقدر أحد من الآباء بمفرده أن يتعرّف على "الحق" كلّه كما تعرِفه الكنيسة في كليّتها، لهذا يليق بنا ألاَّ نقبل رأي أب ما بطريقة مطلقة بغير تحفّظ، إنّما يجب أن يكون رأيه إنجيليًا يحمل روح الكتاب المقدّس ومطابقًا لفكر الكنيسة الجامعة.

2. يلزمنا ألاَّ نبتر بعض فقرات من تراث الآباء لتأكيد فكرة مسبّقة في أذهاننا.

3. دراسة معاني بعض التعبيرات التي يستخدمها الأب، إذ توجد عبارات أو كلمات كانت تحمل مفاهيم فلسفيّة أو شعبيّة في ذلك الحين.

4. يمكننا فهم بعض العبارات الصعبة الواردة في كتابات أحد الآباء بمقارنتها بما ورد في كتابات وأعمال الآباء المعاصرين له.

الالتجاء إلى تراث الآباء

اعتمد القدّيس أثناسيوس على تراث الآباء في دفاعه[11]، كما اعتمد القدّيس باسيليوس على كثير من التقاليد الكنسيّة خلال أقوال الآباء السابقين له. تزايد هذا الاتجاه، إي الالتجاء إلى أقوال الآباء السابقين، في القرن الرابع، ونما جدًا في القرن الخامس[12]. فالقدّيس كيرلس السكندري كمثال، في كتاباته إلى الرهبان المصريّين[13] دفاعًا عن لقب القدّيسة مريم ثيؤتوكوس – لتأكيد أن المولود هو كلمة اللَّه المتأنّس دون انفصال اللاهوت عن الناسوت – أشار إليهم أن يقتفوا آثار القدّيسين. وفي حديثه ضدّ نسطور[14] التجأ إلى تعليم الكنيسة المقدّسة الممتدّة في كل العالم وإلى الآباء المكرّمين أنفسهم، معلنًا أن الروح القدس تحدّث فيه. ولتدعيم حديثه عن السيّد المسيح استند إلى بعض مقتطفات آبائيّة في كتاباتهم الجدليّة[15]، قدّمها إلى مجمع أفسس[16].

اهتمام الأقباط بكتابات الآباء

كان الأقباط منذ نشأة الكنيسة على صلة وثيقة بالفكر الآبائي للكنيسة الجامعة، فقد قاموا بترجمته إلى لغة الشعب حتى في صعيد مصر، والدليل على ذلك وجود مخطوطات قبطيّة قديمة لكتابات الآباء الرسوليّين، بكر الكتابات الآبائيّة.


تاريخ علم الباترولوچى


أول من استخدم كلمة Patrologia اللاهوتي اللوثري John Gerhard من رجال القرن السابع عشر كعنوانٍ لعمله الذي نشرّه عام ١٦٥٣، إلاَّ أن فكرة نشر أقوال الآباء تمتد إلى القرون الأولى عينها، ويمكننا – إن جاز لنا ذلك – أن نقسم تاريخ علم الباترولوچي إلى عدة مراحل، وإن كانت هذه المراحل ليست محدّدة تمامًا.

١. بدء ظهور المسيحيّة

كانت أقوال الآباء في هذه الفترة تمثّل نصيبًا من التقليد الكنسي، يتقبّله كل جيل ويودعه لدى جيل آخر. وهكذا انتشرت أقوال الآباء لا لغرض دراسي ولا كهدف في ذاتّها، وإنّما كوديعة تحمل داخلها إيمان الكنيسة الحيّ.

لكن كيف حفظ هذا العصر أقوال الآباء وقام بنشرّها؟

ا. أقوال الآباء وكتاباتهم بكونها جزءًا لا يتجزّأ من وديعة الإيمان التي يتسلّمها جيل لكي يسلّمها لجيلٍ آخر بغير انحراف. ونستطيع أن نُدرك حرص آباء الكنيسة الأولى على ذلك من قول القدّيس غريغوريوس أسقف نيصص: [يليق بنا أن نحفظ التقليد الذي تسلّمناه بالتتابع من الآباء ثابتًا بغير تغيّر]، وقول القدّيس كيرلس الإسكندري: [إنني محب للتعليم الصحيح، مقتفيًا آثار آبائي الروحيّة[17].]

ب. كان البعض يشغف بتسجيل عظات آبائهم، وجاءت هذه العظات كتفاسير وشروح للأسفار المقدّسة أو لعلاج مواضيع روحيّة أو عقائديّة الخ.، مثل عظات القدّيس يوحنا الذهبي الفم، وعظات القدّيس أغسطينوس .

ج. امتدّت التلمذة – خاصة في مصر – فاحتضنت الكثير من رجال الشرق والغرب. فقد وفد إلى مصر كثير من القادة يتتلمذون على أيدي متوحّدي مصر أو داخل الأديرة أو بمدرسة الإسكندريّة، ويدوّنون أقوال الآباء وسيرهم وأفكارهم ويترجمونها بلغاتهم من يونانيّة وسريانيّة ولاتينيّة.

نذكر على سبيل المثال القدّيس يوحنا كاسيان (حوالي ٣٦٠–٤٣٥م) الذي تتلمذ على آباء مصر العظام وسجّل خبراتهم في كتابين مشهورين: المناظرات Conferences مع آباء البريّة، وقد جعله بندكت كتاب القراءة اليوميّة للرهبان الخاضعين له، والمؤسّسات أو الدساتير Institutions حيث عالج قوانين الرهبنة وناقش كيفيّة نصرة الراهب في الحرب الروحيّة.

كما جاء المؤرّخ الرهباني المشهور "بالاديوس" (حوالي ٣٦٥–٤٢٥م) إلى مصر يتعرّف على حياة نساكها والتقى بالقدّيس ديديموس الضرير مدير مدرسة الإسكندريّة اللاهوتيّة أكثر من مرّة، وسجّل لنا الكثير من التراث الرهباني في كتابه "التاريخ اللوزياكي" أو "فردوس الآباء".

وسجّل لنا روفينوس Rufinus (حوالي ٣٤٥–٤١٠م) في كتابه "تاريخ الرهبنة (في مصر) هستوريا موناخوم" أحاديث عن آباء مصر الرهبان، وقد زار مصر عام ٣٧٢م والتقى بالقدّيسة ميلانيّا الكبيرة وزار رهبان البرّيّة. درس لعدة سنوات في مصر، متتلمذًا على يدي القدّيس ديديموس الضرير.

هذا وقد جذبت مدرسة الإسكندريّة الكثير من قادة الكنيسة في العالم، فجاءوا إليها أو نقلوا إليهم تراثها يتتلمذون عليه.

وبلغ شغف أوسابيوس أسقف فرسيل (بإيطاليا) بكتابات أوريجينوس أنّه لم يرى فلسفة حقيقيّة في غيرها.

د. حفظ تراث الآباء عن طريق حركات الترجمة المستمرّة خاصة من اليونانيّة إلى اللاتينيّة أو السريانيّة أو الأثيوبيّة.

هـ. خرج الكثير من الرهبان ومديرو مدرسة الإسكندريّة إلى العالم بروح الكرازة أو تأسيس أديرة في الخارج حاملين معهم بعضًا من تراثنا.




رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
آباء الكنيسة نظروا إلى التقليد على أنه الدليل الأمين إلى تفسير الكتاب المقدس
من هم آباء الكنيسة الأوائل؟
كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج
من هم أباء الكنيسة ؟
آباء الكنيسة


الساعة الآن 08:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024