منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 08 - 2022, 03:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,256,893

القدِّيس إكليمنضس السكندري من سمات المسيحي الطعام والخط الاجتماعي



القدِّيس إكليمنضس السكندري




الطعام والخط الاجتماعي


لا نعجب إن كان مدير مدرسة الإسكندرية في القرن الثاني الميلادي، هذا الذي ينطلق بأفكارنا وقلوبنا لنتمتع بخبرة الحياة السماوية، يخصص فصلاً كاملاً عن الطعام في كتابه الثاني عن “المُربِّي”. ففي نظره أن السيِّد المسيح، كلمة الله المتجسد جاء ليصعد بنا إلى السماوات دون تجاهل لحياتنا الزمنية من كل جوانبها. فالحياة البشرية وحدة واحدة، لا يمكن فصل خلاصها الأبدي على سلوكها الاجتماعي، بل وعن اهتمامها بالصحة الجسدية.

والعجيب أن ما ينصحنا به هذا القدِّيس في القرن الثاني صار بعض رجال العلم في القرن الحادي والعشرين يحثُّوننا عليه.

بعض الناس – في الواقع – يعيشون لكي يأكلون، غير مدركين كمخلوقات سوى أن حياتهم هي بطونهم ليس إلاَّ. والمُربِّي يحثنا أن نتناول الطعام لكي نحيا، ولا يكون الطعام هو هدفنا الذي يشغلنا، ولا هو متعتنا في هذه الحياة، بل هو وسيلة لهذه الحياة التي يديرها الرب الكلمة، ويقودنا إلى الأبدية. لهذا يليق بنا أن يكون لدينا نوع من التمييز فيما يخص الطعام، بحيث يكون الطعام بسيطًا، عاديًا جدًا، مناسبًا للأولاد البسطاء… يقود ويمهد لحياة تقوم على أمرين أساسيين هما الصحة والقوة. فالطعام البسيط غير المُعقد يؤدي إلى سهولة الهضم، ويجعل الجسد رشيقًا، وبه يتحقق النمو والصحة .
التنوع والإفراط في أكل اللحوم أحد العوامل للإصابة بالأمراض .
لم يدركوا أن الله أعطى مخلوقه الإنسان الطعام والشراب لكي يحيا، ويستمر في الحياة، وليس من أجل اللذة. فإن الجسم البشري لا ينال أية فائدة من البذخ في أصناف الطعام. وإنما على العكس الذين يتناولون الحد الأدنى من الأطعمة هم أكثر قوة وأفضل صحة… لنرى كيف أن الخدم أحسن صحة من سادتهم، والفلاحين أصح بدنًا من أصحاب الأراضي .
الفلاسفة أحكم من الأغنياء لأنهم لا يدفنون عقولهم تحت أكوام الطعام، ولا يخدعون أنفسهم باللذَّات والمُتع، ولكن وليمة المحبة “أغابي” هي في الطعام السماوي، في وليمة العقل والتفكير السليم .


الطعام الزائد عما يكفي الإنسان يؤذيه، ويسبب له تدهورًا روحيًا، ويعرض جسمه للأمراض .
يمكننا أن نقول إن الذين يُفرطون وينغمسون في حب الطعام يشبهون الذباب .

تقول الحكمة “لا تتلذذ بكثرة المآدب” (ابن سيراخ 18: 32) .

يحثنا على أن نتحكم ونسيطر على الغذاء، لا أن نكون عبيدًا للطعام. وإنه لأمر جدير بالإعجاب، أن نرفع أعيننا إلى فوق، إلى ما هو حق وصدق، ونهدئ أنفسنا بالتأمل اللانهائي في ذاك ال1ي هو بالحق كائن وبذلك نتذوق ونستمتع بما هو حق مبهج ومفرح وطاهر ونقي، لأن هذه هي المحبة (أغابي) الحقيقية، الطعام الذي من المسيح، والذي يليق بنا أن نشترك فيه .
نحن لا نلغي العلاقات الاجتماعية (إقامة موائد محبة)، والاتصالات بين الناس، لكننا ننظر بريبة شديدة إلى العادات التي تمثل مصائد للناس، وتؤدي بهم إلى كارثة .
الطعام الصادق الحق هو الشكر لله، فمن يشكر الله ويحمده لا ينشغل باللذات والمتع. وإذا كنا نريد أن نشجع رفاقنا من الضيوف، على سبيل الفضيلة، علينا أن نبتعد عن الأطباق الفاخرة الغنية. بذلك نظهر أنفسنا كنماذج واضحة متألقة بالفضيلة .
يا له من غباء أن يجلس هؤلاء على المتكآت لكي يدفنوا وجوههم في أطباق الطعام، ويمدوا رقابهم من فوق متكآتهم، وكأنهم طيور تمد رؤوسها من أعشاشها .
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القدِّيس إكليمنضس السكندري من سمات المسيحي آداب المائدة
القدِّيس إكليمنضس السكندري من سمات المسيحي دائم الفرح
القدِّيس إكليمنضس السكندري من سمات المسيحي دعوة للتجديد
القدِّيس إكليمنضس السكندري سمات المسيحي وسط المجتمع
الخط الاجتماعي في فكر القدِّيس إكليمنضس السكندري


الساعة الآن 10:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024