رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في 2 أبريل 1982 دار الحوار التالي بين السيّدة العذراء وماري كلير إحدى رؤاة كيبيهو في رواندا المثبتة كنسيًّا: – العذراء: توبي! توبي! توبي! ماري كلير: إنّي أفعل. – العذراء: عندما أقول لك ذلك، لستُ أتوجّه إليكِ وحدك، بل أيضًا إلى جميع الآخرين . إنّ بشر هذا الزمن قد أفرغوا كل شيء من محتواه الحقّ: فمن يقترف خطيئة، لا يقرّ بأنّه أخطأ. – ماري كلير: نحن ضعفاء، فاقدو القدرة. هبينا القدرة على الاعتراف بأخطائنا، وعلى الاستغفار عنها. الظهورات العلنية لماري كلير، لم تدم سوى نحو ستّة أشهر. ولكن الرسالة التي تلقّتها كانت واضحة : لقد تمرّد العالم على الله، وعلينا أن نتوب ونستغفر. إنّ نعمة التحوّل تُنال بتأمّل آلام المخلّص، وآلام أمّه. ولهذا الغرض نصحت العذراء بوَسيلتين: تلاوة الوردية، ومسبحة الأوجاع (أو الأحزان) السبعة، فهذه الأخيرة هي الدواء الأنجع للشفاء من مرض العصر، أي نفي الاعتراف بالخطيئة، ورفض التوبة، وهي الوسيلة المُثلى لردع إبليس. مسبحة أحزان مريم السبعة، ليست جديدة في الكنيسة، بل كانت تتلوها جمعيات رهبانية، ولكنها أُهمِلت. وبات كثيرون، حتى بين الكهنة والراهبات، يجهلون وجودها. وماري كلير نفسها قالت للعذراء أنها تجهل حتى وجود هذه المسبحة، ومع ذلك كلّفتها أمّ الله أن تُذيع معرفتها واستخدامها من حولها، وفي العالم أجمع، على ألّا تحل محل المسبحة الوردية، بل أن تواكبها. وقد قُيّض لماري كلير، في أثناء الظهورات، أن تشهد مراحل آلام يسوع، وكانت تصفها وهي تُطلق تأوّهات وجيعة. وأُعطيت في مناسبة أخرى، أن ترى أوجاع وأحزان العذراء السبعة، وأن تسمع تعليقها عليها: الوجع والحزن الأوّل: سمعان الشيخ يتنبّأ لمريم أن سيف الألم والحزن سيخترق نفسها علّقت عليه العذراء قائلة: “لم أتألّم كثيرًا لهذه النبوءة، موقنة أنّ هذا الألم سيُسهم في خلاص العالم”. الوجع والحزن الثاني: الهرب إلى مصر: “لقد آلمني التفكير بأنهم يضطهدون ابني، في حين هو جاء كي يُخلّصهم”. الوجع والحزن الثالث: اختفاء يسوع في الهيكل: “لقد اعتراني الغمّ، وخشيت فقدان من كان لي كل شيء”. الوجع والحزن الرابع: العذراء تشهد ابنها حاملًا خشبة صليبه: “تألّمت ألمًا شديدًا، وأنا أراه يحمل الصليب، مع أنه لم يقترف ذنبًا. ومع أنني كنت قد أُنبِئتُ بذلك سلفًا، لم أذكر، حينئذٍ، هذه النبوءة، من جرّاء حدّة ألمي”. الوجع والحزن الخامس: مريم عند أقدام الصليب: “لا حدود لألمي، وأنا أراه يُسمّر على الصليب، مع أنه لم يقترف خطأ . لقد آلمني ذلك ألمًا مريعًا. ولم يخطر، حينئذٍ، ببالي أنه سيقوم”. الوجع والحزن السادس: مريم تتلقّى جسد ابنها الميّت: “تألّمت كثيرًا، وأنا أفكّر بأنني أحمل بين يديّ جسده فاقدًا الحياة، الجسد الذي سبق لي أن هدهدته على صدري، والذي كان موضع حناني”. الوجع والحزن السابع مريم عند قبر يسوع: “لم تُعلّق العذراء، وفسّرت ماري كلير صمت أمّ الله بانهيارها أمام القبر، وإصابتها بما يشبه الإغماء. لقد سحقها الألم، فلم تستطع التفوّه بكلمة واحدة. وقد علّمتها السيّدة العذراء أن تستهل تلاوة مسبحة الأحزان السبعة بهذه الصلاة: “يا إلهي، إنّي أُقدّم لك مسبحة الأحزان هذه، من أجل مجدك الأعظم ، وتكريمًا لأمّك القدّيسة. سأتأمّل في آلامك، وسأقتسمها. أتوسّل إليك، بحقّ الدموع التي ذرفتها في تلك اللحظة، أن تهبني، وتهب جميع الخطأة، الندم على خطايانا. ثم طلبت منها العذراء أن ترتّل: أيتها الأم الكلية الرحمة: إجعلي جراحات وحيدكِ في قلبي منطبعة. حينئذٍ ذرفت ماري كلير دموعًا حرّى، لأنّ الكثيرين يرفضون الاعتراف بآلام يسوع وأمّه. |
|