|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الطاعة للمسيح لا تكون بالكلام او النيّة فقط، بل تقترن بالعمل، وهي تتطلب طرق متعددة وردت في الكتاب المقدس: أولا: الطاعة لله تتطلب السير معه: إن طاعتنا لله تتطلب كما الحال مع الإباء الأقدمين مثل أَخْنوخُ إذ "سارَ أَخْنوخُ معَ الله" (التكوين 5: 22)، فنحن نؤمن أن الله يعلم المستقبل مسبقا كما صرّح بطرس الرسول "إِلى المختارينَ بِسابِقِ عِلمِ اللهِ الآب وتَقْديسِ الرُّوح، لِيُطيعوا يسوعَ المسيح " (1بطرس 1: 2) وبالتالي يعرف ويريد ما هو الأفضل لأحبائه. لنتقبل ما يصل الينا من كلام المسيح، ولنستعد لان نسير الى الامام معه على خطى الرسل والتلاميذ الصالحين ومريم المجدلية التي سارت على طريق التجرد الذي قادها الى الصليب ومتى العشار الذي أصبح رسولا وكاتب الانجيل. كانت نظرة يسوع وكلامه تصلان الى أعماق القلوب. ثانيا الطاعة هو فعل تسليم لعمل الروح القدس. إنّ خضوعنا لعمل روح الله القدوس في حياتنا هو فعل طاعة بالإيمان كما فعل إبراهيم والاباء " بِالإِيمانِ لَبَّى إِبراهيمُ الدَّعوَة" (عبرانيين 11: 8)، والروح القدس بدوره يجدّد قلوب المؤمنين ليصيروا "شُرَكاءَ الطَّبيعَةِ الإِلهِيَّة " (2 بطرس 1: 4). ويدعوهم الله عندئذٍ "مُحِّبيَّ وحافِظي وَصاياي" (خروج 20: 9) أذ يعبّرون عن ثقتهم في الله ومحبتهم له كأب. ثالثا: الطاعة فعل تقدمة الذات ذبيحة مرضيّة. أكّد صموئيل النبي لشاول "إِنَّ الطَّاعةَ خَيرٌ مِنَ الذَّبيحة" (1 صموئيل 15: 22). وقد أعلن يسوع "هاءَنَذا آتٍ، أَللَّهُمَّ لأَعمَلَ بمَشيئَتِكَ" (عبرانيين 10: 7) جاعلا من موته ذبيحة لله، ذبيحة الطاعة كما يقول صاحب الرسالة للعبرانيين "تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ، وهو الاِبن، بما عانى مِنَ الأَلَم" (عبرانيين 5: 8). رابعا: الطاعة هي التحلي بأخلاق المسيح؛ كانت حياة يسوع " عِندَ دُخولِه العالَم " (عبرانيين 10: 5)، و" حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب" (فيلبي 2: 8)، طاعةً كاملة. لما اتي يسوع أتى الى العالم قال " لا لِأَعمَلَ بِمَشيئتي بل بِمَشيئَةِ الَّذي أَرسَلَني" (يوحنا 6: 38), ويوم آلامه، أعطى الطاعة معناها الأسمى، " تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ، وهو الاِبن، بما عانى مِنَ الأَلَم" (عبرانيين 5: 8)، جاعلاً من موته ذبيحة للّه، ذبيحة الطاعة كما صرّح بولس الرسول : "هو الَّذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب" (فيلبي 2: 1-11). فبواسطة يسوع ومن خلال الطاعة لإنجيله وكلمة كنيسته (2 تسالونيقي 3: 14، متى 10: 40)، يصل الإنسان إلى الله في الإيمان (أعمال 6: 7). خامسا: الطاعة فعل انتصار النفس انتصارا أبديًا. تسمح الطاعة للإنسان بأن يجعل من حياته خدمة وأن يدخل في فرحه. يعتبر النبي ارميا أن الطاعة هي أول مطلبٍ للعهد مع الله "اِسمَعوا كَلِماتِ هذا العَهدِ وآعمَلوا بها" (ارميا 11: 6)، ودونها لن يتحقق النصر (يشوع 1: 2). سادسا: الطاعة فعل خلاصي للمؤمن. وهبنا الله الحرية بطاعته كما صرّح بولس الرسول: "ستُحَرَّرُ مِن عُبودِيَّةِ الفَسادِ لِتُشاركَ أَبناءَ اللهِ في حُرِّيَّتِهم ومَجْدِهم" (رومة 8: 21) سابعاً: الطاعة هداية للقريب. أطاع بولس أمر الربّ القائل له " قُمْ فادخُلِ المَدينة، فيُقالَ لَكَ ما يَجِبُ علَيكَ أَن تَفعَلِ (اعمال الرسل 9: 6)، وكانت طاعتُه سببًا لهداية أمّما كثيرة. فالمسيحي الحقّ يقول "نعم" للرب بالقول والعمل على خطى معلمه الالهي يسوع المسيح، ابنُ الإله المتجسّد الذي كانت حياته دوماً "نعم" لإرادة أبيه السماوي بقوله وعمله. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
في مثل الابْنَين: الطاعة هداية للقريب |
في مثل الابْنَين: الطاعة فعل خلاصي للمؤمن |
في مثل الابْنَين: الطاعة لله تتطلب السير معه |
كن قدوة لا بالكلام بل بالعمل |
لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق |