لم يأتِ يسوع ليقيم شريعة جديدة عوضاً عن الشريعة القديمة. انه أعطى المعنى الحقيقي للشريعة القديمة. فالشريعة الانجيلية لا تلغي قيمة الفرائض الاخلاقية الموجودة في الشريعة الموسوية القديمة، بل تظهر كل حقيقتها الالهية والإنسانية، وتذهب إلى حد اصلاح أصل الاعمال، أي القلب، حيث يختار الانسان بين ما هو طاهر وما هو دنس كما جاء في تعليم يسوع المسيح " مِنَ القَلْبِ تَنْبَعِثُ المقَاصِدُ السَّيِّئَة والقَتْلُ والزِّنى والفُحْشُ والسَّرِقَةُ وشَهادةُ الزُّورِ والشَّتائم " (متى 15: 19).
يقود الانجيل الشريعة هكذا إلى كمالها بالاقتداء بكمال الاب السماوي تلبية للرب يسوع "كونوا أَنتُم كامِلين، كما أَنَّ أَباكُمُ السَّماويَّ كامِل. (متى 5: 48)، والمغفرة للأعداء، والصلاة لأجل المضطهدين، كما وصّانا يسوع المسيح " أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ مُضطَهِديكُم " (متى 5: 44).