|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أليصابات فَلَمَّا سَمِعَتْ أليِصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنيِنُ فيِ بَطْنِهَا..وَصَرخَتْ: مُبَارَكَةٌ أَنْتِ..، وَمُبَارَكَةٌ هيَ ثمرة بَطنِكِ ( لو 1: 41 ، 42) إن ارتباط كل من زكريا وأليصابات ويوحنا له دلالات روحية هامة. فمعنى اسم «زكريا» ”الرب يذكر“، و«أليصابات» معناه ”قسم الرب“، و«يوحنا» معناه ”الرب حنَّان“. وها هو الرب يذكر قسَمه الذي أعطاه لإبراهيم، حيث في نسله (أي المسيح) تجيء البركة، وها هو على مبدأ النعمة يعطيهم يوحنا المعمدان الذي يهيئ الطريق أمام المسيا؛ الرب يسوع المسيح. وعندما بدأ حَبَلها، أخفَت أليصابات نفسها خمسة أشهر قائلة: «هكذا قد فعل بي الرب في الأيام التي فيها نظر إليَّ، لينزع عاري بين الناس» (ع25). وبالتأكيد ـ خلال هذه الأشهر الخمسة ـ كانت أليصابات تعظم نعمة الله التي اتجهت إليها. وفي الشهر السادس من حَبَلها زارتها العذراء مريم، وعندما دخلت العذراء وسلَّمت عليها، حدث هذا الأمر العجيب؛ أن يوحنا المعمدان الذي كان له ستة أشهر جنينًا، ارتكض بابتهاج في بطن أمه، أي أنه قفز وكأنه انحنى ليقدِّم السجود للرب يسوع الذي كان في بطن العذراء. ومن هنا، وبفم وقلب ممتلئان بالروح القدس، صرخت أليصابات بصوتٍ عظيم، ونطقت بتسبحتها العظيمة. وأول عبارة نطقت بها أليصابات للعذراء هي: «مباركة أنتِ في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك!» (ع42). ولنلاحظ جيدًا قولها: «مباركة أنتِ في النساء»، وليس ”على النساء“. وهنا نجد الفرق بين التطويب والسجود، فالسجود هو للرب وحده فقط، أما التطويب فيخص كل المؤمنين ( مت 5: 3 - 12). كان تواضع العذراء عجيبًا كونها ذهبت إلى أليصابات، ولكن تواضع أليصابات أعجب، فقد تعجبت ـ في تواضعها ـ عن كيف تنازلت العذراء حتى تأتي لزيارتها، وهي التي شرَّفها الرب أن تكون والدة المسيا الملك، من نسل داود (ع43). لقد تميَّزت أليصابات بفهم روحي عميق، فقد أدركت أن ذلك الشخص العجيب المحمول في بطن العذراء هو ربها وسيدها، الذي لم يكف لحظة واحدة أن يكون «حاملٌ كل الأشياء بكلمة قدرته» ( عب 1: 3 )، فنطقت بتلك العبارة العجيبة: «مِن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ؟» (ع43). وفي ختام تسبحتها طوَّبت أليصابات مريم لإيمانها أن يتم ما قيل لها من قِبَل الرب (ع45). رشاد فكري |
|