ثم أن القديس بوناونتورا المغرم بشدة الحب ليسوع المسيح ولوالدته المجيدة يقول هكذا:" أنه ولو أن الرب قد رذلني حد الرذل، فأنا أعلم أنه لا يمكنه أن يرفض من يحبه ومن يطلبه من كل قلبه، فأنا أمسكه بحبي إياه ولا أطلقه أن لم يباركني، وهو من دوني لا يمكنه أن يبتعد عني، فاذا لم أقدر أن أفعل شيئاً آخر، فقلما يكون أختفي في جراحاته، واذ أكون هناك، فهو لا يستطيع أن يراني خارجاً عن ذاته". وأخيراً يضيف الى ذلك هذا القول: فأن كان مخلصي يطردني من أمام قدميه بسبب خطاياي. فحينئذٍ أنا أنطرح على قدمي والدته مريم، وهناك أستمر جاثياً من دون أن أفارقها، أ، لم تستمد هي لي الغفران، لأن أم الرحمة هذه لا تعرف، بل وقط لم تعلم أن لا تشفق على المساكين البائسين، أو لا تعضد المستغيثين بها المضنوكين المستمدين منها الأعانة، ولهذا اذا لم يكن من قبل الألتزام، فقلما يكون من قبل الشفقة تجتذب أبنها لأن يهبني الغفران.*