كلمة الله ومقاومة إبليس
فَاخْضَعُوا لِلَّهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ ( يع 4: 7 )
عندما يحاول إبليس أن يجعلك تشك في خلاصك قاومه بالعبارة الجميلة الواردة في يوحنا 16:3 «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحدي، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية». لقد أكد الرب أن كل مَن يؤمن به لا يهلك، وقوة الرب من وراء كلمته لتنفذها. إذا ما تكلم الله فمَن يستطيع أن يغيِّر كلامه أو يَحول دون تنفيذه؟ إن إبليس لا يجد طريقًا سوى الهروب إذا استعملت معه كلمة الله بقلب مملوء بالثقة. إن إبليس لا يستطيع أن يضع شكوكًا في ذهن يستند بثقة غير متزعزعة على ما نطَق به الله. إن المسألة ليست ما تشعر به أنت، بل ما تكلم به الله. والله لا يسند شعورك بقوته لكنه يسند ويدعم كلمته بقوته العظيمة، إن كنت تريد أن تستند عليها وحدها.
وإذا أراد إبليس أن يوقعك في خطية ما قائلاً لك: ”إن هذه ليست خطية كبيرة كما تظن. إن كل شخص يعمل هذا. يجب ألاّ تظهر شاذًا ورجعيًا في تصرفاتك، فيُزدرَى بك وتُحتقَر من الناس“. عندما يعمل معك هكذا، اقتبس له من أقوال الله ما يناسب ظرفك هذا، ولاحظ أن تكون واثقًا من أن الله من وراء كلمته ليدعِّمها ويغلب بها إبليس. والرب يسوع نفسه مثالنا في هذا. إذ عندما جرّبه إبليس استعمل المكتوب، وانتصر على إبليس بكلمة الله الحية القوية ( مت 4: 4 ، 7، 10). إن المسيح لم يطلب جمهورًا من الملائكة ليطرد الشيطان، أو ليُظهِر قوته الذاتية كابن الله، لكنه فعل ما نحتاج أن نفعله نحن كبشر. لقد استعمل المسيح كلمة الله، الكلمة التي كان يعتبرها نهائية وكافية. لقد صار جسدًا، إنسانًا على الأرض، وذلك باختياره، فلهذا لم يستعمل وسيلة غير ما أُعطيَ للإنسان، ألا وهي كلمة الله، التي تدعمها قوته العظيمة. لقد استعمل المسيح كلمة الله، وعندما يستعمل أضعف أولاد الله هذه الكلمة، ويستعملها واثقًا في صحتها، وفي جو الخضوع لسلطانها، فإنه بذلك يستخدم القوة الإلهية الهائلة التي لا يجد إبليس مفرًا من الهروب منها. إنك عندما تستعمل مع إبليس «سيف الروح الذي هو كلمة الله» ( أف 6: 17 )، فإنك توجِّه إليه سلطانًا إلهيًا غير محدود يهزمه شر هزيمة.
سراجٌ مُنيرٌ لنا في السبيـلْ كلامُكَ يا ربنا
سلاحُ الضعيفِ شفاءُ العليلْ وبابُ خلاصٍ لنا